responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري    جلد : 12  صفحه : 336

وسقطا جميعاً فكأنّما لما بهما يضرعان ويبكيان ، فقيل لأمير المؤمنين عليه السلام ، فقال : دعوهما ، فإنّه لم يحن حينهما ، ولم يتم محنتهما ، فحملا إلى منزلهما فبقيا عليلين اليمين في عذاب شديد شهرين ، ثم إنّ أمير المؤمنين عليه السلام بعث إليهما فحملا إليه ، والناس يقولون : سيموتون على أيدي الحاملين لهما ، فقال عليه السلام : كيف حالكما؟ قالا : نحن بألم عظيم وفي عذاب شديد ، قال لهما : استغفرا الله من ذنب أتاكما [١] إلى هذا ، وتعوّذا بالله ممّا يحطّ أجركما ويعظم وزركما ، قالا : وكيف ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال علي عليه السلام : ما أصيب واحد منكما إلّا بذنبه ، أمّا أنت يا فلان ـ وأقبل على أحدهما ـ فتذكر يوم غمز على سلمان الفارسي فلان ، وطعن عليه لموالاته لنا ، فلم يمنعك من الردّ والاستخفاف به ، خوف على نفسك ولا على أهلك ولا على ولدك ومالك أكثر من أنّك استحييته ، فلذلك أصابك ، فإن أردت أن يزيل الله ما بك ، فاعتقد أن لا ترى مزرئاً على وليّ لنا ، تقدر على نصرته بظهر الغيب إلّا نصرته ، إلّا أن تخاف على نفسك وأهلك وولدك ومالك ، وقال للآخر : فأنت أتدري لما أصابك ما أصابك؟ قال : لا ، قال : أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي ، وأنت بحضرة فلان العاتي ، فقمت إجلالاً له لاجلالك لي ، فقال لك : أو تقوم لهذا بحضرتي؟ فقلت له : وما بالي لا أقوم ، وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه فعليها يمشي ، فلمّا قلت هذا له قام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه وتهدّدني ، وألزمني الاغضاء على القذى ، فلهذا سقطت عليك هذه الحية ، فان أردت أن يعافيك الله من هذا ، فاعتقد أن لا تفعل بنا ولا بأحد من موالينا ، بحضرة أعادينا ما يخاف علينا وعليهم منه ، أمّا أنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله كان مع تفضيله لي ، لم يكن يقوم لي عن مجلسه إذا حضرته ، كما كان يفعله ببعض من لا يقيس معشار جزء من مائة ألف جزء من ايجابه لي ، لأنّه علم أنّ ذلك يحمل بعض أعداء الله على ما يغمّه ويغمّني ويغمّ المؤمنين ، وقد كان يقوم لقوم لا يخاف على نفسه ولا عليهم ، مثل ما خافه عليّ لو فعل ذلك بي».


[١] في المصدر : «أدّاكما».

نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري    جلد : 12  صفحه : 336
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست