responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري    جلد : 12  صفحه : 264

وقالوا : إنّ حزقيل يدعو إلى مخالفتك ، ويعين أعداءك إلى مضادتك ، فقال لهم فرعون : هو ابن عمي ، وخليفتي على ملكي ، وولي عهدي ، إن فعل ما قلتم فقد استحق أشد العذاب ، على كفره لنعمتي ، وإن كنتم عليه كاذبين ، فقد استحققتم أشد العذاب ، لايثاركم الدخول في مساءته ، فجاء بحزقيل وجاء بهم ، وكاشفوه وقالوا : أنت تجحد ربوبية فرعون الملك وتكفر نعماءه ، فقال حزقيل : أيّها الملك ، هل جربت عليّ كذباً قط؟ قال : لا ، قال : فسلهم من ربهم؟ قالوا : فرعون هذا ، قال لهم : ومن خالقكم؟ قالوا : فرعون هذا ، قال : ومن رازقكم الكافل لمعائشكم والدافع عنكم مكارهكم؟ قالوا : فرعون هذا.

قال حزقيل : أيها الملك ، فأشهدك ومن حضرك ، أنّ ربّهم هو ربّي ، وأنّ خالقهم هو خالقي ، ورازقهم هو رازقي ، ومصلح معائشهم هو مصلح معائشي ، لا ربّ لي ولا خالق ولا رازق غير ربّهم وخالقهم ورازقهم ، وأُشهدك ومن حضرك ، أنّ كلّ ربّ وخالق ورازق سوى ربّهم وخالقهم ورازقهم ، فأنا بريء منه ومن ربوبيته وكافر بإلهيته.

وقال حزقيل هذا ، وهو يعني أنّ ربّهم هو الله ربّي ، وهو لم يقل أنّ الذي قالوا هم أنّه هو ربّهم هو ربّي ، وخفي هذا المعنى على فرعون ومن حضره ، وتوهموا أنّه يقول فرعون ربي وخالقي ورازقي ، فقال لهم : يا رجال السوء ، ويا طلاب الفساد في ملكي ، ومريدي الفتنة بيني وبين ابن عمي وعضدي ، أنتم المستحقون لعذابي ، لإرادتكم فساد أمري ، واهلاك ابن عمي والفت في عضدي.

ثم أمر بالأوتاد فجعل في ساق كلّ واحد منهم وتد ، وفي صدر كلّ واحد منهم وتد ، وأمر أصحاب أمشاط الحديد فشقوا بها لحومهم من أبدانهم ، فلذلك قال الله : (فوقيه الله يعني حزقيل سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب) [٢] وهم الذين وشوا إلى فرعون ليهلكوه : (وحاق بآل فرعون) وهم


[٢] غافر ٤٠ الآية ٤٥.

نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري    جلد : 12  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست