نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 11 صفحه : 299
لله عز وجل عبادة يقبلها ويرضاها إلا وبابها التواضع ، ولا يعرف ما في معنى
حقيقة التواضع إلا المقربون من عباده المتصلون بوحدانيته ، قال الله عز وجل : ( وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ
الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا )[٣] وقد أمر الله عز وجل أعز خلقه وسيد بريته ، محمداً ( صلى الله عليه وآله ) ، بالتواضع فقال عز وجل : ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )[٤]
والتواضع مزرعة الخشوع والخضوع والخشية والحياء ، وانهن لا ينبتن إلّا
منها وفيها ، ولا يسلم الشوق التام الحقيقي إلّا للمتواضع في ذات الله
تبارك وتعالى » .
[
١٣٠٨٨ ]١٣ ـ الحسن بن علي بن شعبة
في تحف العقول : عن هشام بن الحكم ، عن الكاظم ( عليه السلام ) ، أنه قال :
« في الإِنجيل : طوبى للمتراحمين ، أُولئك هم المرحومون يوم القيامة ـ إلى
أن قال ـ طوبى للمتواضعين في الدنيا ، أُولئك يرتقون منابر الملك يوم
القيامة » .
وقال ( عليه
السلام ) [١] : « يا هشام إن الزرع
ينبت في السهل ولا ينبت في الصفا ، فكذلك الحكمة تعمر في قلب المتواضع ولا
تعمر في قلب المتكبر الجبار ، لأن الله تعالى جعل التواضع آلة العقل ، وجعل
التكبر من آلة الجهل ، ألم تعلم أن من شمخ إلى السقف برأسه شجه ، ومن خفض
رأسه استظل تحته وأكنه ، فكذلك من لم يتواضع لله خفضه الله ، ومن تواضع لله
رفعه ـ إلى أن قال ( عليه السلام ) [٢] ـ واعلم أن الله لم يرفع المتواضعين بقدر تواضعهم ، ولكن رفعهم بقدر عظمته ومجده » الخبر .
[
١٣٠٨٩ ]١٤ ـ وعن عبدالله بن جندب ، عن الصادق ( عليه السلام ) ، أنه قال