نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 11 صفحه : 219
( وَعَلَى اللَّهِ
فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )[٢]
جعل الله التّوكّل مفتاح الايمان ، والايمان قفل التّوكّل ، وحقيقة
التّوكّل الايثار ، وأصل الايثار تقديم الشّيء بحقّه ، ولا ينفكّ المتوكّل
في توكّله من اثبات أحد الايثارين : فإن اثر معلول التّوكّل وهو الكون حجب
به ، وان اثر العلل علّه التّوكّل وهو البارىء سبحانه وتعالى بقي معه ، فإن
أردت أن تكون متوكّلاً لا متعلّلاً ، فكبّر على روحك خمس تكبيرات ، وودّع
أمانيك كلّها توديع الموت للحياة ، وأدنى حدّ التوكّل أن لا تسابق مقدورك
بالهمة ، ولا تطالع مقسومك ، ولا تستشرف معدومك ، فينتقض بأحدها عقد ايمانك
وأنت لا تشعر ، وان عزمت أن تقف على بعض شعار المتوكّلين من اثبات احد
الايثارين حقّاً ، فاعتصم بمعرفة هذه الحكاية ، وهي انّه روي انّ بعض
المتوكّلين قدم على بعض الأئمة ( عليهم السلام ) ، فقال له : اعطف عليّ
بجواب مسألة في التوكّل ، والإِمام ( عليه السلام ) كان يعرف الرّجل بحسن
التوكّل ونفيس الورع ، وأشرف على صدقه فيما سأل عنه من قبل ابدائه ايّاه ،
فقال له : قف مكانك وانظرني ساعة ، فبينا هو مطرق لجوابه اذ اجتاز بهما
فقير ، فادخل الامام ( عليه السلام ) يده في جيبه وأخرج شيئاً فناوله
الفقير ، ثمّ اقبل على السّائل فقال له : هات وسل عمّا بدا لك ، فقال
السّائل : أيّها الامام ، كنت اعرفك قادراً متمكّناً من جواب مسألتي قبل ان
استنظرتني ، فما شأنك في ابطائك عنّي ؟ فقال الامام ( عليه السلام ) :
لتعتبر المعنى قبل كلامي ، إذا لم أكن أراني ساهياً بسرّي وربّي مطّلع عليّ
، ان اتكلّم بعلم التّوكل وفي جيبي دانق ، ثم لم يحلّ ذلك إلّا بعد ايثاره
فافهم ، فشهق السائل شهقة ، وحلف ان لا يأوي عمراناً ولا يأنس ببشر ما عاش
» .
[
١٢٧٩٥ ]١٧ ـ الشّيخ المفيد في
الاختصاص : مرسلاً عن الأوزاعي ، أنّ لقمان قال لابنه : يا بني من ذا الّذي
عبد الله فخذله ؟ ومن ذا الذي ابتغاه فلم