نام کتاب : مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 11 صفحه : 165
ظلم ، وإن كنت معسراً أرضيته بحسن القول ، وطلبت
إليه طلباً جميلاً ، ورددته عن نفسك ردّاً لطيفاً ، ولم تجمع عليه ذهاب
ماله وسوء معاملته ، فإنّ ذلك لؤم ، ولا قوّة إلّا بالله .
وأمّا
حقّ الخليط ، فأن لا تغرّه ولا تغشّه ولا تكذبه ولا تغفله ولا تخدعه
، ولا تعمل في انتقاضه عمل العدوّ الذي لا يبقي على صاحبه ، وإن اطمأنّ
إليك استقصيت له على نفسك ، وعلمت أن غبن المسترسل ربا [ ولا قوة إلّا
بالله ] [٣٣] .
وأمّا
حقّ الخصم المدّعي عليك ، فإن كان ما يدّعي عليك حقّاً ، لم تنفسخ
في حجّته ، ولم تعمل في إبطال دعوته ، وكنت خصم نفسك له والحاكم عليها ،
والشّاهد له بحقّه دون شهادة الشّهود ، فإن ذلك حقّ الله عليك ، وإن كان ما
يدّعيه باطلاً ، رفقت به وردعته [٣٤] وناشدته بدينه ، وكسرت حدّته عنك بذكر الله ، وألقيت حشو الكلام ولغطه [٣٥]
الذي لا يردّ عنك عادية عدوّك بل تبوء بإثمه ، وبه يشحذ عليك سيف عداوته ،
لأنّ لفظة السّوء تبعث الشرّ ، والخير مقمعة للشرّ ، ولا حول ولا قوّة
إلّا بالله .
وأمّا
حقّ الخصم المدّعى عليه ، فإن كان ما تدّعيه حقّاً ، أجملت في
مقاولته بمخرج الدّعوى ، فإنّ للدّعوى غلظة في سمع المدّعى عليه ، وقصدت
قصد حجّتك بالرّفق ، وأمهل المهلة وأبين البيان والطف اللّطف ، ولم تتشاغل
عن حجتك بمنازعته بالقيل والقال ، فتذهب عنك حجّتك ، ولا يكون لك في ذلك
درك ، ولا قوّة إلّا بالله .
وأمّا
حقّ المستشير ، فإن حضرك له وجه رأي جهدت له في النّصيحة ، وأشرت
إليه بما تعلم أنّك لو كنت مكانه عملت به ، وذلك ليكن منك في رحمة ولين ،
فإنّ اللّين يؤنس الوحشة ، وإنّ الغلظ يوحش موضع الانس ، وإن لم