وَ وَلَدٌ صَالِحٌ يَسْتَغْفِرُ لَهُ.
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع خَطَبَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع بِالْبَصْرَةِ فَقَالَ بَعْدَ مَا حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ وَ آلِهِ الدُّنْيَا وَ إِنْ طَالَتْ قَصِيرَةٌ وَ الْمَاضِي لِلْمُقِيمِ عِبْرَةٌ وَ الْمَيِّتُ لِلْحَيِّ عِظَةٌ وَ لَيْسَ لَأَمسٍ إِنْ مَضَى عَوْدَةٌ وَ لَا الْمَرْءُ مِنْ غَدٍ عَلَى ثِقَةٍ الْأَوَّلُ لِلْأَوْسَطِ رَائِدٌ وَ الْأَوْسَطُ لِآخِرِهِ قَائِدٌ وَ كُلٌّ لِكُلٍّ مُفَارِقٌ وَ كُلٌ بِكُلٍّ لَاحِقٌ وَ الْمَوْتُ لِكُلٍّ غَالِبٌ وَ الْيَوْمُ الْهَائِلُ لِكُلٍّ آزِفٌ وَ هُوَ الَّذِي لا يَنْفَعُ فِيهِ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ثُمَّ قَالَ ع مَعَاشِرَ شِيعَتِي اصْبِرُوا عَلَى عَمَلٍ لَا غِنَى بِكُمْ عَنْ ثَوَابِهِ وَ اصْبِرُوا عَنْ عَمَلٍ لَا صَبْرَ لَكُمْ عَلَى عِقَابِهِ إِنَّا وَجَدْنَا الصَّبْرَ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ أَهْوَنَ مِنَ الصَّبْرِ عَلَى عَذَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اعْلَمُوا أَنَّكُمْ فِي أَجَلٍ مَحْدُودٍ وَ أَمَلٍ مَمْدُودٍ وَ نَفَسٍ مَعْدُودٍ وَ لَا بُدَّ لِلْأَجَلِ أَنْ يَتَنَاهَى وَ الْأَمَلِ أَنْ يُطْوَى وَ النَّفَسِ أَنْ تُحْصَى ثُمَّ دَمَعَتْ عَيْنَاهُ وَ قَرَأَ وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع كَمْ مِنْ غَافِلٍ يَنْسِجُ ثَوْباً لِيَلْبَسَهُ وَ إِنَّمَا هُوَ كَفَنُهُ وَ يَبْنِي بِنَاءً لِيَسْكُنَهُ وَ إِنَّمَا هُوَ مَوْضِعُ قَبْرِهِ وَ قِيلَ لَهُ مَا الِاسْتِعْدَادُ لِلْمَوْتِ قَالَ ع أَدَاءُ الْفَرَائِضِ وَ اجْتِنَابُ الْمَحَارِمِ وَ الِاشْتِمَالُ عَلَى الْمَكَارِمِ ثُمَّ لَا يُبَالِي أَ وَقَعَ عَلَى الْمَوْتِ أَوْ وَقَعَ عَلَيْهِ الْمَوْتُ.
قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى قَبْضَ رُوحِ إِبْرَاهِيمَ ع أَهْبَطَ اللَّهُ مَلَكَ الْمَوْتِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا إِبْرَاهِيمُ قَالَ وَ عَلَيْكَ السَّلَامُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ أَ دَاعٍ أَمْ نَاعٍ قَالَ بَلْ دَاعٍ يَا إِبْرَاهِيمُ فَأَجِبْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَهَلْ رَأَيْتَ خَلِيلًا يُمِيتُ خَلِيلَهُ قَالَ فَرَجَعَ مَلَكُ الْمَوْتِ حَتَّى وَقَفَ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ جَلَّ جَلَالُهُ فَقَالَ إِلَهِي قَدْ سَمِعْتَ مَا قَالَ خَلِيلُكَ إِبْرَاهِيمُ قَالَ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ يَا مَلَكَ الْمَوْتِ اذْهَبْ إِلَيْهِ وَ قُلْ هَلْ رَأَيْتَ حَبِيباً يَكْرَهُ لِقَاءَ حَبِيبِهِ إِنَّ الْحَبِيبَ يُحِبُّ لِقَاءَ حَبِيبِهِ.
قَالَ الصَّادِقُ ع مَنْ شَيَّعَ جَنَازَةَ مُؤْمِنٍ حَتَّى يُدْفَنَ فِي قَبْرِهِ وَكَّلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمُشَيِّعِينَ يُشَيِّعُونَهُ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ حَتَّى إِذَا خَرَجَ مِنْ قَبْرِهِ.
وَ رُوِيَ أَنَّهُ جَاءَ جَبْرَئِيلُ ع إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ص فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ عِشْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ وَ أَحْبِبْ مَنْ شِئْتَ فَإِنَّكَ مُفَارِقُهُ وَ اعْمَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّكَ مَجْزِىٌّ بِهِ وَ اعْلَمْ أَنَّ شَرَفَ الرَّجُلِ قِيَامُهُ بِاللَّيْلِ وَ عِزَّهُ اسْتِغْنَاؤُهُ عَنِ النَّاسِ.
قِيلَ لِلصَّادِقِ ع أَوْصِنَا فَقَالَ ع أَعِدَّ جِهَازَكَ وَ قَدِّمْ زَادَكَ لِطُولِ