مجلس في ذكر سبب إسلام سلمان الفارسي رضي الله عنه
قِيلَ لِأَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ ع يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ لَا تُخْبِرُنَا كَيْفَ كَانَ سَبَبُ إِسْلَامِ سَلْمَانَ قَالَ نَعَمْ حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ ع وَ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ وَ أَبَا ذَرٍّ وَ جَمَاعَةً مِنْ قُرَيْشٍ كَانُوا مُجْتَمِعِينَ عِنْدَ قَبْرِ النَّبِيِّ ص فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع لِسَلْمَانَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَ لَا تُخْبِرُنَا بِمَبْدَإِ أَمْرِكَ قَالَ سَلْمَانُ وَ اللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ لَوْ أَنَّ غَيْرَكَ سَأَلَنِي مَا أَخْبَرْتُهُ أَنَا كُنْتُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ شِيرَازَ مِنْ أَبْنَاءِ الدَّهَاقِينِ وَ كُنْتُ عَزِيزاً عَلَى وَالِدَيَّ فَبَيْنَا أَنَا سَائِرٌ مَعَ أَبِي فِي عِيدٍ لَهُمْ إِذْ أَنَا بِصَوْمَعَةٍ وَ إِذَا فِيهَا رَجُلٌ يُنَادِي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ عِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً حَبِيبُ اللَّهِ فوصف [فَرَصُفَ] مُحَمَّدٌ فِي لَحْمِي وَ دَمِي فَلَمْ يَهْنِئْنِي طَعَامٌ وَ لَا شَرَابٌ فَقَالَتْ لِي أُمِّي يَا بُنَيَّ مَا لَكَ الْيَوْمَ لَمْ تَسْجُدْ لِمَطْلَعِ الشَّمْسِ قَالَ وَ كَابَرْتُهَا حَتَّى سَكَتَتْ فَلَمَّا انْصَرَفْتُ إِلَى مَنْزِلِي إِذَا أَنَا بِكِتَابٍ مُعَلَّقٍ مِنَ السَّقْفِ فَقَالَتْ يَا رُوزْبِهُ إِنَّ هَذَا الْكِتَابَ لَمَّا رَجَعْنَا مِنْ عِيدِنَا رَأَيْنَاهُ مُعَلَّقاً فَلَا تَقْرَبْ ذَلِكَ الْمَكَانَ فَإِنَّكَ إِنْ قَرِبْتَهُ قَتَلَكَ أَبُوكَ قَالَ فَجَاهَدْتُهَا حَتَّى جَنَّ اللَّيْلُ وَ نَامَ أَبِي وَ أُمِّي فَقُمْتُ وَ أَخَذْتُ الْكِتَابَ فَإِذَا فِيهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ هَذَا عَهْدٌ مِنَ اللَّهِ إِلَى آدَمَ أَنَّهُ خَالِقٌ مِنْ صُلْبِهِ نَبِيّاً يُقَالُ لَهُ مُحَمَّدٌ يَأْمُرُ بِمَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ وَ يَنْهَى عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ يَا رُوزْبِهُ أنت [ائْتِ] وَصِيَّ عِيسَى فَآمِنْ وَ اتْرُكِ الْمَجُوسِيَّةَ قَالَ فَصَعِقْتُ صَعْقَةً وَ زَادَنِي شِدَّةً قَالَ فَعَلِمَ أَبِي وَ أُمِّي بِذَلِكَ فَأَخَذُونِي وَ جَعَلُونِي فِي بِئْرٍ عَمِيقَةٍ وَ قَالُوا لِي إِنْ رَجَعْتَ وَ إِلَّا قَتَلْنَاكَ فَقُلْتُ لَهُمْ افْعَلُوا بِي مَا شِئْتُمْ حُبُّ مُحَمَّدٍ لَا يَذْهَبُ مِنْ صَدْرِي قَالَ سَلْمَانُ مَا كُنْتُ أَعْرِفُ الْعَرَبِيَّةَ قَبْلَ قِرَاءَتِي الْكِتَابَ وَ لَقَدْ فَهَّمَنِي اللَّهُ الْعَرَبِيَّةَ مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ قَالَ فَبَقِيتُ فِي الْبِئْرِ فَجَعَلُوا يُنْزِلُونَ إِلَيَّ قُرْصاً صَغِيراً فَلَمَّا طَالَ أَمْرِي رَفَعْتُ يَدِي إِلَى السَّمَاءِ فَقُلْتُ يَا رَبِّ إِنَّكَ حَبِيبُ مُحَمَّدٍ وَ وَصِيِّهِ فَبِحَقِّ وَسِيلَتِهِ عَجِّلْ فَرَجِي وَ أَرِحْنِي مِمَّا أَنَا فِيهِ فَأَتَانِي آتٍ عَلَيْهِ ثِيَابٌ بِيضٌ قَالَ نَعَمْ فَقُمْ يَا رُوزْبِهُ فَأَخَذَ بِيَدِي وَ أَتَى بِيَ الصَّوْمَعَةَ فَأَنْشَأْتُ أَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ عِيسَى رُوحُ اللَّهِ وَ أَنَّ مُحَمَّداً حَبِيبُ اللَّهِ فَأَشْرَفَ