قَالَ فَبِمَا ذَا شَكَرْتَ نَعْمَاءَهُ قَالَ نَظَرْتُ إِلَى بَلَائِهِ قَدْ صَرَفَهُ عَنِّي وَ أَبْلَى بِهِ غَيْرِي عَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ أَنْعَمَ عَلَيَّ فَشَكَرْتُهُ.
وَ رُوِيَ عَنْهُ ع أَنَّهُ يَصِفُ اللَّهَ بِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ عُلِمَ أَنْ لَا ضِدَّ لَهُ وَ بِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الْأُمُورِ عُلِمَ أَنْ لَا قَرِينَ لَهُ ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ وَ الْخُشُونَةَ بِاللِّينِ وَ الْيُبُوسَةَ بِالْبَلَلِ وَ الْبَرْدَ بِالْحَرِّ مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُعَادِيَاتِهَا مُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا.
: وَ قِيلَ لِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ قَالَ إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُ حِصْناً مُزْلَقاً أَمْلَسَ لَا فُرَجَ فِيهِ وَ لَا خَلَلَ ظَاهِرُهُ مِنْ فِضَّةٍ مَائِعَةٍ وَ بَاطِنُهُ مِنْ ذَهَبَةٍ مَائِعَةٍ انْفَلَقَ مِنْهُ طَاوُسٌ وَ غُرَابٌ وَ نَسْرٌ وَ عُصْفُورٌ فَعَلِمْتُ أَنَّ لِلْخَلْقِ صَانِعاً.
وَ قِيلَ لَهُ أَيْضاً ع مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ لِلْعَالَمِ صَانِعاً فَقَالَ أَكْثَرُ الْأَدِلَّةِ فِي نَفْسِي لِأَنِّي وَجَدْتُهَا لَا تَعْدُو أَحَدَ أَمْرَيْنِ إِمَّا أَنْ أَكُونَ خَلَقْتُهَا وَ أَنَا مَوْجُودٌ وَ إِيْجَادُ الْمَوْجُودِ مُحَالٌ وَ إِمَّا أَنْ أَكُونَ خَلَقْتُهَا وَ أَنَا مَعْدُومٌ فَكَيْفَ يَخْلُقُ لَا شَيْءٌ فَلَمَّا رَأَيْتُهُما فَاسِدَتَيْنِ مِنَ الْجِهَتَيْنِ جَمِيعاً عَلِمْتُ أَنَّ لِي صَانِعاً وَ مُدَبِّراً.
وَ قَالَ ع أَحْسِنُوا النَّظَرَ فِيمَا لَا يَسَعُكُمْ جَهْلُهُ فَإِنَّ لِدِينِ اللَّهِ أَرْكَاناً لَا يَنْفَعُ مَنْ جَهِلَهَا شِدَّةُ اجْتِهَادِهِ فِي طَلَبِ ظَاهِرِ عِبَادَتِهِ وَ لَا يَضُرُّ مَنْ عَرَفَهَا فَدَانَ بِهَا حُسْنُ اقْتِصَادِهِ وَ لَا سَبِيلَ لِأَحَدٍ إِلَى ذَلِكَ إِلَّا بِعَوْنٍ مِنَ اللَّهِ.
" وَ قِيلَ لِبَعْضِ الْأَعْرَابِ مَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ لِلْعَالَمِ صَانِعاً فَقَالَ وَيْحَكَ إِنَّ الْبَعْرَةَ تَدُلُّ عَلَى الْبَعِيرِ وَ آثَارَ الْقَدَمِ تَدُلُّ عَلَى الْمَسِيرِ فَهَيْكَلٌ عُلْوِيٌّ بِهَذِهِ اللَّطَافَةِ وَ مَرْكَزٌ سُفْلِيٌّ بِهَذِهِ الْكَثَافَةِ أَ مَا يَدُلَّانِ عَلَى الصَّانِعِ الْخَبِيرِ.
وَ قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع الْحَقُّ لَا يُعْرَفُ بِالرِّجَالِ اعْرِفِ الْحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَهُ.
قَالَ عَبْدُ الْعَظِيمِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِيُ دَخَلْتُ عَلَى سَيِّدِي عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع فَلَمَّا بَصُرَ بِي قَالَ لِي مَرْحَباً بِكَ يَا أَبَا الْقَاسِمِ أَنْتَ وَلِيُّنَا حَقّاً قَالَ فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَيْكَ مَعَالِمَ دِينِي فَإِنْ كَانَ مَرْضِيّاً أَثْبُتُ عَلَيْهِ حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ هَاتِ يَا أَبَا الْقَاسِمِ فَقُلْتُ إِنِّي أَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى وَاحِدٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ خَارِجٌ مِنَ الْحَدَّيْنِ حَدِّ الْإِبْطَالِ وَ حَدِّ التَّشْبِيهِ وَ إِنَّهُ لَيْسَ بِجِسْمٍ وَ لَا صُورَةٍ وَ لَا عَرَضٍ وَ لَا جَوْهَرٍ بَلْ هُوَ مُجَسِّمُ