نام کتاب : روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة) نویسنده : الفتّال النيشابوري، ابو علي جلد : 1 صفحه : 20
أَنْتَ مُذَكِّرٌ و المراد بذلك الاستدلال به على معرفته و على
قدرته فكل هذه الآيات دلائل على وجوب النظر في معرفته تعالى و معرفة صفاته فمن
تأملها و تدبرها و تفكر فيها علم ما قلناه.
فإذا ثبت وجوب النظر
فينبغي أن ينظر في الأجسام دون الأعراض ليكون عليه أسهل و إلى معرفته تعالى أقرب و
الدليل على أن الأجسام محدثة أنه لو كانت قديمة لوجب أن تكون في الأزل في جهة من
جهات العالم لأن ما هي عليه من الحجم و الجثة يوجب ذلك فلا يخلو كونها في تلك
الجهة إما أن يكون للنفس أو لمعنى قديم أو لمعنى محدث أو بالفاعل و لا يجوز أن
يكون في جهة للنفس لأنه يوجب استحالة انتقالها لأن صفات النفس لا يجوز تغيرها و
زوالها و المعلوم ضرورة صحة انتقالها و لا يجوز أن يكون كذلك لمعنى قديم لأنها لو
كانت كذلك لوجب إذا انتقل الجسم أن يبطل ذلك المعنى لأن وجوده فيها على ما كان
يوجب كونها في الجهتين معا و ذلك محال و الانتقال لا يجوز على المعنى لأنه من صفات
الجسم و المعنى المحدث لا يوجب صفة في الأزل و لو كانت كذلك بالفاعل لوجب أن تكون
محدثة لأن من شأن الفاعل أن يتقدم على فعله و ذلك مستحيل في القديم فبطل بجميع
الأقسام كونها في الأزل و إذا لم تكن قديمة كانت محدثة و إذا ثبت ذلك يجب أن يكون
العالم محدثا لأنه هو الجواهر و الأعراض و الآيات التي تقدمت دلائل على حدوث
العالم و قد أطنب المتكلمون القول في هذا الفن و ليس هذا موضعه.
باب الكلام في فساد
التقليد
اعلم أن حد التقليد هو
قبول قول الغير بلا دليل و حجة فإذا ثبت حده فهو باطل لأنه لو لم يكن باطلا لم يكن
تقليد المحق أولى من تقليد المبطل لأنه قبل النظر لا يعلم المحق من المبطل و
القديم تعالى نصر قولنا في سورة البقرة فقال وَ لَئِنِ اتَّبَعْتَ
أَهْواءَهُمْ
نام کتاب : روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة) نویسنده : الفتّال النيشابوري، ابو علي جلد : 1 صفحه : 20