نام کتاب : روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة) نویسنده : الفتّال النيشابوري، ابو علي جلد : 1 صفحه : 2
تناقض سوى من كان من أهل الحشو و قليل البضاعة في العلم و أنا
أذكر أمام هذا الكتاب طرفا من الأصول لأنها المفزع و إليها المرجع بعد أن أذكر
الكلام في العقول و العلوم و الله الموفق للصواب بمنه و لطفه.
مجلس في ماهية العقول
و فضلها
قال الله تعالى في سورة
آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ
النَّهارِ لَآياتٍ لِأُولِي الْأَلْبابِ. و قال تعالى في سورة طه كُلُوا وَ
ارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى. و قال في سورة
و الفجر هَلْ فِي ذلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ. العقل في عرف
المتكلمين عبارة عن مجموع علوم و هي ثلاثة أقسام أولها العلم بأصول الأدلة و
ثانيها ما لا يتم العلم بهذه الأصول إلا معه و ثالثها ما لا يتم الغرض المطلوب إلا
معه. فالأول العلم بأحوال الأجسام التي تتغير من حركة و سكون و العلم باستحالة خلو
الذات من النفي و الإثبات المتقابلين و العلم بأحوال الفاعلين و غير ذلك و ليس يصح
العلم بذلك إلا ممن يجب أن يكون عالما بالمدركات إذا أدركها و ارتفع اللبس عنها و
ممن إذا مارس الصنائع يعلم. و العلم بالعادات من أصول الأدلة الشرعية لا بد منه و
هو من القسم الثاني. و القسم الثالث العلم بجهات المدح و الذم و الخوف و طرق
المضار حتى يصح خوفه من إهمال النظر فيجب عليه النظر و التوصل به إلى العلم و الذي
يدل على أن ذلك هو العقل لا غير أنه متى تكاملت هذه العلوم كان عاقلا و لا يكون
عاقلا إلا و هذه العلوم حاصلة له و لو كان للعقل معنى آخر لجاز حصول هذه العلوم و
لا يحصل ذلك المعنى فلا يكون عاقلا أو يحصل ذلك المعنى و يكون عاقلا و إن لم تكن
له هذه العلوم و العلوم خلاف ذلك.
نام کتاب : روضة الواعظين و بصيرة المتعظين( ط- القديمة) نویسنده : الفتّال النيشابوري، ابو علي جلد : 1 صفحه : 2