الْقِيَامَةِ يَوْمَ فَرَحِهِ وَ سُرُورِهِ وَ قَرَّتْ بِنَا فِي الْجِنَانِ عَيْنُهُ وَ مَنْ سَمَّى يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمَ بَرَكَةٍ وَ ادَّخَرَ فِيهِ لِمَنْزِلِهِ شَيْئاً لَا يُبَارَكُ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَهُ وَ حُشِرَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ يَزِيدَ وَ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ وَ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ لَعَنَهُمُ اللَّهُ وَ أَوْصَلَهُمْ إِلَى أَسْفَلِ دَرْكٍ مِنَ النَّارِ.
وَ قَالَ الْحُسَيْنُ ع أَنَا قَتِيلُ الْعَبْرَةِ لَا يَذْكُرُنِي مُؤْمِنٌ إِلَّا اسْتَعْبَرَ.
وَ رُوِيَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ أَصْبَحَتْ يَوْماً تَبْكِي فَقِيلَ لَهَا مَا يُبْكِيكِ فَقَالَتْ لَقَدْ قُتِلَ ابْنِيَ الْحُسَيْنُ وَ مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ص مُذْ مَاتَ إِلَّا هَذِهِ اللَّيْلَةَ فَقُلْتُ بِأَبِي أَنْتَ وَ أُمِّي مَا لِي أَرَاكَ شَاحِباً فَقَالَ لَمْ أَزَلْ مُنْذُ اللَّيْلَةِ أَحْفِرُ قَبْرَ الْحُسَيْنِ وَ قُبُورَ أَصْحَابِهِ وَ قَالَتْ مَا سَمِعْتُ نَوْحَ الْجِنِّ إِلَّا اللَّيْلَةَ لَا أَرَانِي إِلَّا وَ قَدْ أصيب [أُصِبْتُ] بِابْنِي وَ قِيلَ جَاءَتِ الْجِنِّيَّةُ مِنْهُمْ تَقُولُ
أَلَا يَا عَيْنُ فَانْهَمِلِي بِجَهْدٍ
فَمَنْ يَبْكِي عَلَى الشُّهَدَاءِ بَعْدِي
عَلَى رَهْطٍ تَقُودُهُمُ الْمَنَايَا
إِلَى مُتَجَبِّرٍ فِي مِلْكِ عَبْدٍ
.
وَ قَالَ الصَّادِقُ ع الْبَكَّاءُونَ خَمْسَةٌ آدَمُ وَ يَعْقُوبُ وَ يُوسُفُ وَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ص فَأَمَّا آدَمُ فَبَكَى عَلَى الْجَنَّةِ حَتَّى صَارَ فِي خَدَّيْهِ مِثْلَ الْأَوْدِيَةِ وَ أَمَّا يَعْقُوبُ فَبَكَى عَلَى يُوسُفَ حَتَّى ذَهَبَ بَصَرُهُ وَ حَتَّى قِيلَ لَهُ تَاللَّهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ وَ أَمَّا يُوسُفُ فَبَكَى عَلَى يَعْقُوبَ حَتَّى تَأَذَّى بِهِ أَهْلُ السِّجْنِ فَقَالُوا لَهُ إِمَّا أَنْ تَبْكِيَ بِالنَّهَارِ وَ تَسْكُتَ بِاللَّيْلِ وَ إِمَّا أَنْ تَبْكِيَ بِاللَّيْلِ وَ تَسْكُتَ بِالنَّهَارِ فَصَالَحَهُمْ عَلَى وَاحِدٍ مِنْهُمَا وَ أَمَّا فَاطِمَةُ فَبَكَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ص حَتَّى تَأَذَّى بِهَا أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَ قَالُوا لَقَدْ آذَيْتِينَا بِكَثْرَةِ بُكَائِكِ وَ كَانَتْ تَخْرُجُ إِلَى الْمَقَابِرِ مَقَابِرِ الشُّهَدَاءِ فَتَبْكِي حَتَّى تَقْضِيَ حَاجَتَهَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ وَ أَمَّا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ع فَبَكَى عَلَى الْحُسَيْنِ عِشْرِينَ سَنَةً أَوْ أَرْبَعِينَ وَ مَا وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامٌ إِلَّا بَكَى حَتَّى قَالَ لَهُ مَوْلًى لَهُ جُعِلْتُ فِدَاكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ قَالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَ حُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَ أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ إِنِّي لَمْ أَذْكُرْ مَصْرَعَ بَنِي فَاطِمَةَ إِلَّا خَنَقَتْنِي لِذَلِكَ الْعَبْرَةُ.
قَالَ دَاوُدُ بْنُ كَثِيرٍ الرَّقِّيُ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا اسْتَسْقَى الْمَاءَ فَلَمَّا شَرِبَهُ قَالَ رَأَيْتُهُ وَ قَدِ اسْتَعْبَرَ وَ اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَاهُ بِدُمُوعِهِ ثُمَّ قَالَ يَا دَاوُدُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى قَاتِلِ الْحُسَيْنِ فَمَا أَنْقَضَ ذِكْرَ الْحُسَيْنِ لِلْعَيْشِ إِنِّي مَا شَرِبْتُ مَاءً بَارِداً إِلَّا وَ ذَكَرْتُ الْحُسَيْنَ وَ مَا مِنْ