بِأَعْلَى صَوْتِهِ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ حَتَّى تَجُوزَ فَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدِ فَلَا يَبْقَى يَوْمَئِذٍ نَبِيٌّ وَ لَا مُرْسَلٌ وَ لَا صِدِّيقٌ وَ لَا شَهِيدٌ إِلَّا غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ حَتَّى تَجُوزَ فَاطِمَةُ فَتَسِيرُ حَتَّى تُحَاذِيَ عَرْشَ رَبِّهَا تَعَالَى وَ تَزُخُّ بِنَفْسِهَا عَنْ نَاقَتِهَا وَ تَقُولُ إِلَهِي وَ سَيِّدِي احْكُمْ بَيْنِي وَ بَيْنَ مَنْ ظَلَمَنِي اللَّهُمَّ احْكُمْ بَيْنِي وَ بَيْنَ مَنْ قَتَلَ وُلْدِي فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ يَا حَبِيبَتِي وَ ابْنَةَ حَبِيبِي سَلِينِي تُعْطَيْ وَ اشْفَعِي فَتُشَفَّعِي فَوَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لَا جاز في [جَازَنِي] ظُلْمُ ظَالِمٍ فَتَقُولُ إِلَهِي وَ سَيِّدِي ذُرِّيَّتِي وَ شِيعَتِي وَ شِيعَةَ ذُرِّيَّتِي وَ مُحِبِّي وَ مُحِبَّ ذُرِّيَّتِي فَإِذَا النِّدَاءُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ تَعَالَى أَيْنَ ذُرِّيَّةُ فَاطِمَةَ وَ شِيعَتُهَا وَ مُحِبُّوهَا وَ مُحِبُّو ذُرِّيَّتِهَا فَيُقْبِلُونَ وَ قَدْ أَحَاطَ بِهِمْ مَلَائِكَةُ الرَّحْمَةِ فَتَقَدَّمُهُمْ فَاطِمَةُ ع حَتَّى تُدْخِلَهُمُ الْجَنَّةَ وَ قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَوْلُ رَسُولِ اللَّهِ ص فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ آسِيَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ عَالَمِهَا قَالَ ذَاكَ لِمَرْيَمَ وَ فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ.
وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَيَغْضَبُ لِغَضَبِكِ وَ يَرْضَى لِرِضَاكِ.
وَ رُوِيَ أَنَّ سَنْدَلَ جَاءَ إِلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ع فَقَالَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلَاءِ الشَّبَابَ يُحَدِّثُونَّا عَنْكَ بِأَحَادِيثَ مُنْكَرَةٍ قَالَ لَهُ جَعْفَرٌ مَا ذَاكَ يَا سَنْدَلُ قَالَ جَاءَنَا عَنْكَ أَنَّكَ حَدَّثْتَهُمْ أَنَّ اللَّهَ يَغْضَبُ لِغَضَبِ فَاطِمَةَ وَ يَرْضَى لِرِضَاهَا قَالَ جَعْفَرٌ ع يَا سَنْدَلُ أَ لَسْتُمْ رُوِّيتُمْ فِيمَا تَرْوُونَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَغْضَبُ لِغَضَبِ عَبْدِهِ الْمُؤْمِنِ وَ يَرْضَى لِرِضَاهُ قَالَ بَلَى قَالَ فَمَا تُنْكِرُ أَنْ تَكُونَ فَاطِمَةُ ع مُؤْمِنَةً يَغْضَبُ اللَّهُ لِغَضَبِهَا وَ يَرْضَى لِرِضَاهَا قَالَ سَنْدَلُ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ.
وَ رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ ص سُئِلَ مَا الْبَتُولُ فَإِنَّا سَمِعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ تَقُولُ إِنَّ مَرْيَمَ بَتُولٌ وَ فَاطِمَةَ بَتُولٌ فَقَالَ الْبَتُولُ الَّتِي لَمْ تَرَ حُمْرَةً قَطُّ وَ لَمْ تَحِضْ فَإِنَّ الْحَيْضَ مَكْرُوهٌ فِي بَنَاتِ الْأَنْبِيَاءِ.
قَالَ النَّبِيُّ ص لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ أَخَذَ بِيَدِي جَبْرَئِيلُ فَأَدْخَلَنِي الْجَنَّةَ فَنَاوَلَنِي مِنْ رُطَبِهَا فَأَكَلْتُهَا فَتَحَوَّلَ ذَلِكَ نُطْفَةً فِي صُلْبِي فَلَمَّا هَبَطْتُ إِلَى الْأَرْضِ وَاقَعْتُ خَدِيجَةَ فَحَمَلَتْ بِفَاطِمَةَ وَ فَاطِمَةُ حَوْرَاءُ إِنْسِيَّةٌ فَلَمَّا اشْتَقْتُ إِلَى رَائِحَةِ الْجَنَّةِ شَمِمْتُ رَائِحَةَ ابْنَتِي.
وَ قَالَ أَيْضاً ص فَاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَ الْآخِرِينَ وَ إِنَّهَا لَتَقُومُ فِي مِحْرَابِهَا فَيُسَلِّمُ عَلَيْهَا سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ وَ يُنَادُونَهَا بِمَا نَادَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ مَرْيَمَ فَيَقُولُونَ يَا فَاطِمَةُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ وَ طَهَّرَكِ وَ اصْطَفاكِ عَلى نِساءِ الْعالَمِينَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى عَلِيٍ