أَصْحَابِهِ فَرَجَعَ مُنْهَزِماً فَدَفَعَهَا إِلَى آخَرَ فَرَجَعَ يُجَبِّنُ أَصْحَابَهُ وَ يُجَبِّنُوهُ قَدْ رَدَّ الرَّايَةَ مُنْهَزِماً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ غَداً رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ يُحِبُّهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَا يَرْجِعُ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ ادْعُوا لِي عَلِيّاً فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ رَمِدٌ فَقَالَ ادْعُوهُ فَلَمَّا جَاءَ تَفَلَ رَسُولُ اللَّهِ ص فِي عَيْنَيْهِ فَقَالَ اللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْهُ الْحَرَّ وَ الْبَرْدَ ثُمَّ دَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ فَمَضَى وَ مَا رَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ إِلَّا بِفَتْحِ خَيْبَرَ ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنَّهُ لَمَّا دَنَا مِنَ الْقَمُوصِ أَقْبَلَ أَعْدَاءُ اللَّهِ مِنَ الْيَهُودِ يَرْمُونَهُ بِالنَّبْلِ وَ الْحِجَارَةِ فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيٌّ ع حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ فَثَنَى رِجْلَهُ ثُمَّ نَزَلَ مُغْضَباً إِلَى أَصْلِ عَتَبَةِ الْبَابِ فَاقْتَلَعَهُ ثُمَّ رَمَى بِهِ خَلْفَ ظَهْرِهِ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً قَالَ ابْنُ عُمَرَ وَ مَا عَجِبْنَا مِنْ فَتْحِ اللَّهِ خَيْبَرَ عَلَى يَدَيْ عَلِيٍّ ع وَ لَكِنَّا عَجِبْنَا مِنْ قَلْعِهِ الْبَابَ وَ رَمْيِهِ خَلْفَهُ أَرْبَعِينَ ذِرَاعاً وَ لَقَدْ تَكَلَّفَ حَمْلَهُ أَرْبَعُونَ رَجُلًا فَمَا أَطَاقُوهُ فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ ص بِذَلِكَ فَقَالَ وَ الَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ أَعَانَهُ عَلَيْهِ أَرْبَعُونَ مَلَكاً.
وَ رُوِيَ أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ع قَالَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ وَ اللَّهِ مَا قَلَعْتُ بَابَ خَيْبَرَ بِقُوَّةٍ جَسَدِيَّةٍ وَ لَا بِحَرَكَةٍ غِذَائِيَّةٍ لَكِنِّي أُيِّدْتُ بِقُوَّةٍ مَلَكُوتِيَّةٍ وَ نَفْسٍ بِنُورِ رَبِّهَا مُضِيئَةٍ وَ أَنَا مِنْ أَحْمَدَ كَالضَّوْءِ مِنَ الضَّوْءِ وَ اللَّهِ لَوْ تَظَاهَرَتِ الْعَرَبُ عَلَى قِتَالِي لَمَا وَلَّيْتُ وَ لَوْ أَمْكَنَتْنِي الْفُرْصَةُ مِنْ رِقَابِهَا لَمَا بَغَيْتُ وَ مَنْ لَمْ يُبَالِ مَتَى حَتْفُهُ عَلَيْهِ سَاقِطٌ فَجَنَانُهُ فِي الْمُلِمَّاتِ رَابِطٌ.
وَ قَالَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ عَلِيّاً حَمَلَ الْبَابَ يَوْمَ خَيْبَرَ حَتَّى صَعِدَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ فَفَتَحُوهَا وَ إِنَّهُمْ جَرَّبُوهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَلَمْ يَحْمِلْهُ إِلَّا أَرْبَعُونَ رَجُلًا.
وَ قَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي جِئْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ مِنَ الْأُمَّةِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ أَلْفُ مَنْقَبَةٍ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَ هِيَ لَيْلَةُ الْقُرْبَةِ يَا ابْنَ جُبَيْرٍ جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ ص وَ وَزِيرِهِ وَ خَلِيفَتِهِ وَ صَاحِبِ حَوْضِهِ وَ لِوَائِهِ وَ شَفَاعَتِهِ وَ الَّذِي نَفْسُ ابْنِ عَبَّاسٍ بِيَدِهِ لَوْ كَانَتْ بِحَارُ الدُّنْيَا مِدَاداً وَ أَشْجَارُهَا أَقْلَاماً وَ أَهْلُهَا كُتَّاباً فَكَتَبُوا مَنَاقِبَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع وَ فَضَائِلَهُ مِنْ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ يُفْنِيَهَا فَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى.