وفي إجازة المحقق
الثاني للمولى عبد العلي الأسترآبادي ـ بعد الخطبة وبعض المقدمات ـ ما لفظه : وقد
استخرت الله تعالى ، وأجزت له أن يروي جميع ما للرواية فيه مدخل ، مما يجوز لي
وعني روايته ـ من معقول ومنقول ، وفروع وأصول ، وفقه وحديث وتفسير ـ رواية عامة في
العلوم الإسلامية ، والمصنفات المعتبرة العلميّة ، مشترطا عليه رعاية ما يجب
رعايته في الإجازة من الأمور المعتبرة عند علماء الحديث ، آخذا عليه تحرّي جادة
الاحتياط الموصلة إلى سواء الصراط ، بأسانيده المعتبرة المتصلة بالمصنّفين
والمنتهية إلى النبي والأئمة المعصومين صلوات الله عليهم. إلى آخره [٣].
وظاهر قوله : ( ما
للرواية فيه مدخل ) مدخليّته في الاجتهاد والعمل ، وتوجد هذه العبارة أو ما يقرب
منها في إجازة جملة من الأعلام.
وقال الشهيد
الثاني في شرح درايته : وفي جواز العمل بالوجادة الموثوق بها قولان للمحدثين
والأصوليين ، فنقل عن الشافعي وجماعة من نظّار [٤] أصحابه جواز العمل بها ، ووجهوه بأنه لو توقف العمل فيها
على الرواية لانسد باب العمل بالمنقول ، لتعذّر شرائط الرواية فيها. وحجة المانع
واضحة حيث لم يحدث به لفظا ولا معنى ، ولا خلاف بينهم في منع الرواية بها لما
ذكرناه من عدم الإخبار.
[١] إجازة الشيخ
إبراهيم القطيفي للشيخ شمس الدين الأسترآبادي ، حكاها المجلسي قدسسره في البحار ١٠٨ :
١١٢.
[٢] الظاهر إجازته
للسيد الشريف التستري ، انظر البحار ١٠٨ : ١١٩ ـ ١٢٠.