ثم رجع إلى داره
وأغلق بابه ، فلم يلبث أن إهاب داعي الردى فأجابه.
قلت : ويؤيد ما
حكاه بعض الثقات ، ما ذكره التقي المجلسي في ترجمته في شرح مشيخة الفقيه ، قال ـ بعد
ذكر نسبه ـ : شيخنا وأستاذنا ، ومن استفدنا منه ، بل كان الوالد المعظّم ، شيخ
الطائفة ، جليل القدر ، عظيم الشأن ، كثير الحفظ ، ما رأيت بكثرة علومه ، ووفور
فضله ، وعلوّ مرتبته أحدا. إلى أن قال : وكان عمره بضعا وثمانين سنة ـ امّا واحد
أو اثنين ـ فإنّي سألت عن عمره فقال : ثمانون أو أنقص بواحدة. ثم توفي بعده بسنين
، وسمع قبل وفاته بستّة أشهر صوتا من قبر بابا ركن الدين رضياللهعنه ، وكنت قريبا منه فنظر إلينا وقال : سمعتم ذلك الصوت؟ فقلنا : لا. فاشتغل
بالبكاء والتضرع ، والتوجه إلى الآخرة ، وبعد المبالغة العظيمة قال : إنّي أخبرت
بالاستعداد للموت ، وبعد ذلك بستّة أشهر تقريبا توفّي ، وتشرّفت بالصلاة عليه مع
جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون من خمسين ألفا [١]. انتهى.
وسمعت مذاكرة من
بعض المشايخ المتبحرين أن الكلام الذي سمعه هو هذا ( شيخنا در فكر خود باش ) [٢].