نام کتاب : خاتمة مستدرك الوسائل نویسنده : المحدّث النوري جلد : 1 صفحه : 212
عليه وآله ، فما
أرى أحدا يشبههم ، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا ، قد باتوا سجّدا وقياما ، يراوحون
بين جباههم وخدودهم ، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم ، كأنّ بين أعينهم ركب
المعزى من طول سجودهم ، إذا ذكر الله هملت أعينهم حتّى تبلّ جيوبهم ، مادوا كما
تميد الشجر يوم الريح العاصف ، خوفا من العقاب ، ورجاء للثواب » [١].
والتحقيق : أن يقال في أمثال هذه الأخبار : إنّ أصحابه صلّى الله
عليه وكانوا على هذه الصفات ، فمن كان ممّن لقيه صلىاللهعليهوآلهوسلم حاويا لها كان من أصحابه ، ومن فقدها كان في زمرة
المنافقين ، خارجا عن اسم الصحابة ، كما يشهد لذلك قوله تعالى : (
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ )[٢] الآية ، على ما
حقّق في محلّه.
وما في المصباح
أيضا إيماء إلى ذلك حيث قال : واعلم أنّ الله تعالى اختار لنبيّه من أصحابه طائفة
أكرمهم بأجلّ الكرامة ، إلى آخر ما ذكره ، فلاحظ [٣].
أو يقال : إنّ هذه
المدائح للذين كانوا في عصره ، لا لمن بقي بعده وأحدث ، ولعلّ الأصل فيهم الصحّة
والسلامة ، إلاّ من عرف بالنفاق والخيانة.
ففي الخصال :
بالسند الصحيح ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : « كان أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم اثنا عشر ألف رجل ، ثمانية آلاف رجل من المدينة ، وألفان
من مكة ، وألفان من الطلقاء لم ير فيهم قدري ، ولا مرجئ ، ولا حروري ، ولا معتزلي
، ولا صاحب رأي ، كانوا يبكون اللّيل والنهار ، ويقولون : اقبض أرواحنا قبل أن
نأكل خبز الخمير [٤]. ولعلّ فيه