نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 96 صفحه : 370
الاخرة ، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا لما أصابه من الجوع والعطش ، فيستوجب الثواب ، مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل ، ورائضا لهم على أداء ما كلفهم ودليلا في الا جل ، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا ، فيؤدوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم.
فان قال : فلم جعل الصوم في شهر رمضان خاصة دون سائر الشهور؟ قيل : لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن ، وفيه فرق بين الحق والباطل ، كما قال الله تعالى : « شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان »[١] وفيه نبئ محمد 9 وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وفيها يفرق كل أمرحكيم ، وهي رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أورزق أو أجل ، ولذلك سميت ليلة القدر.
فان قال : فلم امروا بصوم شهر رمضان لا أقل من ذلك ولا أكثر؟ قيل : لانه قوة العباد الذي يعم فيه القوي والضعيف ، وإنما أوجب الله تعالى الفرائض على أغلب الاشياء وأعم القوى ، ثم رخص لاهل الضعف ورغب أهل القوة في الفضل ، ولو كانوا يصلحون على أقل من ذلك لنقصهم ، ولو احتاجوا إلى أكثر من ذلك لزادهم [٢].
٥٢ ـ ع : في علل ابن سنان عن الرضا 7 : علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش ، ليكون العبد ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا صابرا فيكون ذلك دليلا على شدائد الا خرة ، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات ، واعظا له في العاجل ، دليلا على الا جل ، ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في