responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 95  صفحه : 457

كل قدم ، ومطرف عين ، وملمس يد ، دلالة ساطعة ، وحجة صادعة على أنه تبارك واحد لا يشارك ، وجبار لا يقاوم ، وعالم لايجهل ، وعزيز لايذل ، وقادر لطيف ، وصانع حكيم في صنعته ، كان أبدا وحده ، ويبقى من بعد وحده ، هو الباقي على الحقيقة ، وبقاؤه غير مجاز ، وهو الغني وغنى غيره صائر إلى فقر وإعواز.

وهوالذي جرت الافلاك الدائرة ، والنجوم السائرة بأمره ، واستقلت السماوات واستقرت الارضون بعظمته ، وخضعت الاصوات والاعناق لملكوته وسجدت الاضلال والاشباح لجبروته ، باذنه أنارت الشمس والقمر ، ونزل الغيث والمطر ، وأنبتت الارض الميتة نباتا حيا ، وأخرجت العيدان اليابسة ورقا رطبا ، ونبعت الصخور الصلاد [١] ماء نميرا ، وأورقت الاشجار الخضرة نارا ضوءا منيرا.

طوبى لمن آمن به ، وصدق برسله وكتبه ، ووقف طاعته ، وانتهى عن معصيته ، وبؤسى لمن جحد آلاءه ، وكفر نعماءه ، وحاد أولياءه ، وعاضد أعداءه إن اولئك الاقلون الاذلون [٢] عليهم في الدنيا سيماء ، ولهم في الاخرة مهاد النار ، دولتهم إملاء واستدراج ، وعاقبة غنائهم احتياج ، وموئل وسرورهم غم وانزعاج ، ومصيرهم في الاخرة إلى جهنم خالدين ، بلا إخراج ، فأما المؤمنون الصديقون ، فلهم العزة بالله ، والاعتزاء إليه ، والقوة بنصره ، والتوكل عليه ولهم العاقبة في الدنيا ، والفلج على أعدائهم باظفار.

فوعزتي لاصيرن الارض ولا يعبد عليها سواي ، ولايدان لاله غيري ولاجعلن من نصرني منصورا ، ومن كفرني ذليلا مقهورا ، وليلحقن الجاحدين لي أعظم الندامة في هذه الدنيا ، وفي يوم القيامة ، ولاخرجن من ذرية آدم من ينسخ الاديان ويكسر الاوثان ، فانير برهانه ، وأويد سلطانه ، واوطيه الاعقاب واملكه الرقاب ، فيدين الناس له ، طوعا وكرها ، وتصديقا وقسرا ، هذه


[١]يعنى الصلب الاملس.
[٢]الارذلون خ ل.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 95  صفحه : 457
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست