responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 95  صفحه : 456

لتريحك ، وتتعب لترفدك ، وتتقذر لتنظفك ، لولا ما ألقيت عليها من المحبة لك لالقتك في أول أذى يلحقها منك ، فضلا عن أن تؤثرك في كل حال ، ولا تخليك لها من بال ، ولووكلتك إلى وكدك ، وجعلت قوتك وقوامك من جهدك ، لمت سريعا ، وفت ضايعا.

هذه عادتي في الاحسان إليك ، والرحمة لك ، إلى أن تبلغ أشدك ، و بعد ذلك إلى منتهى أجلك ، اهيي ء لك في كل وقت من عمرك مافيه صلاح أمرك من زيادة في خلقك ، وتيسير لرزقك ، اقدر مدة حياتك قدر كفايتك مالا تتجاوزه وإن أكثرت من التعب ، ولا يفوتك وإن قصرت في الطلب ، فان ظننت أنك الجالب لرزقك ، فما لك تروم أن تزيد فيه ولاتقدر؟ أم مالك تتعب في طلب الشئ فلست تناله؟ ويأتيك غيره عفوا مما لا تتفكر فيه ، ولا تتعنى له ، أم مالك ترى من هو أشد منك عقلا وأكثر طلبا محروما مجذوذا ، ومن هو أضعف منك عقلا وأقل طلبا محروزا مجدودا ، أتراك أنت الذي هيأت لمشربك ومعطمك سقاءين [١] في صدرامك ، أم تراك سلطت على نفسك وقت السلامة الداء ، أو جلبت لها وقت السقم الشفاء ، ألا تنظر إلى الطير التي تغدو خماصا ، وتروح بطانا [٢]؟ ألها زرع تزرعه أومال تجمعه ، أو كسب تسعى فيه ، أو احتيال تتوسم [٣] بتعاطيه.

اعلم أيها الغافل أن ذلك كله بتقديري ، لا اناد ولا اضاد في تدبيري ، ولا يتقص ولايزاد من تقديري ، ذلك أني أنا الله الرحيم الحكيم.

الصحيفة الرابعة صحيفة المعرفة

من عرف الخلق عرف الخالق ، ومن عرف الرزق عرف الرازق ، ومن عرف نفسه عرف ربه ، ومن خلص إيمانه أمن دينه ، كيف تخفى معرفة الله؟ والدلائل واضحة ، والبراهين على وحدانيته لائحة ، عجبا لمن غني عن الله؟ وفي موضع


[١]السقاء : جلد السخلة ، اذا اجذع يكون للماء واللبن.
[٢]الخماص جمع الخميص يعنى خميص البطن من الجوع ، والبطان جمع البطين يعنى من كثرة الاكل ، وسيأتى.
[٣]توسم : تطلب وتغرس.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 95  صفحه : 456
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست