responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 95  صفحه : 454

ضلت الافهام في جبروته ، وتحيرت الاوهام في ملكوته ، فلا وصول إليه إلابه ولا ملجأ منه إلا إليه ، ذلكم الله رب العالمين.

الصحيفة الثانية صحيفة الخلق

فازيا اخنوخ من عرفني ، وهلك من أنكرني ، عجبا لمن ضل عنى وليس يخلو في شئ من الاوقات مني ، كيف يخلوا وأنا أقرب إليه من كل قريب ، وأدنى إليه من حبل الوريد ، ألست أيها الانسان العظيم عند نفسه في بنيانه ، القوي لدى همته في أركانه ، مخلوقا من النطفة المذرة ، ومخرجا من الاماكن القذرة ، تنحط من أصلاب الاباء كالنخاعة إلى أرحام النساء ، ثم يأتيك أمري فتصير علقة ، لورأتك العيون لاستقذرك ، ولو تأملتك النفوس لعافتك ، ثم تصير بقدرتي مضغة لاحسنة في المنظر ، ولا نافعة في المخبر ، ثم أبعث إليك أمرا من أمري ، فتخلق عضوا عضوا وتقدر مفصلا مفصلا ، من عظام مغشية ، وعروق ملتوية ، وأعصاب متناسبة ، و رباطات ماسكة ، ثم يكسوك لحما ويلبسك جلدا تجامع من أشياء متبائنة ، وتخلق من أصناف مختلفة.

فتصير بقدرتي خلقا سويا لاروح فيك تحركك ، ولا قوة لك تقلك ، أعضاؤك صوبلا مرية [١] وجثث بلا مرزبة [٢] فأنفخ فيك الروح ، وأهب لك الحياة ، فتصير باذني إنسانا ، لاتملك نفعا ولا ضرا ، ولا تفعل خيرا ولا شرا ، مكانك من امك تحت السرة ، كأنك مصرور في صرة إلى أن يلحقك ما سبق مني من القضاء ، فتصيرمن هناك إلى وسع الفضاء ، فتلقى ما قدرك من السعادة أو الشقاء ، إلى أجل من البقاء


[١]كذا في نسخة الكمبانى ، وفى نسخة اخرى مخطوطة : « صور » ـ وضبطه بضم الصاد وفتح الواو ـ جمع الصورة. ولا تناسب قوله بعد « وجثث بلا مرزبة » كانه يريد أن أعضاءك رخو ، أوصبو ، أوصوب يميل إلى حيث تشاء وسيأتى في البيان ، فتحرر.
[٢]الجثث جمع جثة ، وهو كل ماله شخص وشخص الانسان قائما أو قاعدا والمجثة حديدة يلقع بها الفسيل ، والمرزبة : العصية من الحديد ، فالمراد أن الاعضاء لها قوام معتدل كعصا الحديد من دون أن يركب فيها حديد.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 95  صفحه : 454
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست