نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 95 صفحه : 235
حاجب المتوكل وكان شيعيا أنه قال : كان المتوكل لحظوة [١] الفتح بن خاقان عنده وقربه منه دون الناس جميعا ، ودون ولده وأهله ، أراد أن يبين موضعه عندهم.
فأمر جميع مملكته من الاشراف من أهله وغيرهم ، والوزراء والامراء والقواد ، وسائر العساكر ، ووجوه الناس ، أن يزينوا بأحسن التزيين ، ويظهروا في أفخرعددهم وذخائرهم ، ويخرجوا مشاة بين يديه ، وأن لا يركب أحد إلا هو والفتخ بن خاقان خاصة بسر من رأى ، ومشى الناس بين أيديهما على مراتبهم رجالة ، وكان يوما قائظا شديد الحر ، وأخرجوا في جملة الاشراف أبا الحسن علي بن محمد 8 وشق مالقيه من الحر والزحمة.
قال زرافة : فأقبلت إليه وقلت له : يا سيدي يعز والله على ما تلقى من هذه الطغاة ، وماقد تكلفته من المشقة ، وأخذت بيده فتوكأ على وقال : يا زرافة ما ناقة صالح عندالله بأكرم مني أو قال : بأعظم قدرا مني ، ولم أزل اسائله وأستفيد منه ، و احادثه إلى أن نزل المتوكل من الركوب ، وأمر الناس بالانصراف.
فقدمت إليهم دوابهم فركبوا إلى منازلهم ، وقدمت بغلة له فركبها وركبت معه إلى داره فنزل وودعته وانصرفت إلى داري ، : ولولدي مؤدب يتشيع من أهل العلم والفضل ، وكانت لي عادة بإحضاره عند الطعام ، فحضر عند ذلك وتجارينا الحديث ، وما جرى من ركوب المتوكل والفتح ، ومشي الاشراف وذوي الاقدار بين أيديهما ، وذكرت له ماشاهدته من أبي الحسن علي بن محمد 8 وما سمعته من قوله « ما ناقة صالح عندالله بأعظم قدرا مني ».
وكان المؤدب يأكل معي فرفع يده وقال : بالله إنك سمعت هذا اللفظ منه؟ فقلت له : والله إني سمعته يقوله ، فقال لي : اعلم أن المتوكل لا يبقى في مملكته أكثر من ثلاثة أيام ، ويهلك ، فانظر في أمرك وأحرز ماتريد إحرازه وتأهب لامرك كي لا يفجؤكم هلاك هذا الرجل فتهلك أموالكم بحادثة تحدث
[١]في المصدر : يحضره ، والتصحيح من البحار نفسه ج ٥٠ ص ١٩٢٣ في تاريخ الامام الهادى 7.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 95 صفحه : 235