responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 95  صفحه : 226

تقحمت أودية هلاكي ، وتخللت شعاب تلفى ، وتعرضت فيها لسطواتك ، وبحلولها لعقوباتك ، ووسيلتي إليك التوحيد ، وذريعتي أني لم اشرك بك شيئا ، ولم أتخذ معك إلها ، وقد فررت إليك من نفسي ، وإليك يفر المسئ ، وأنت مفزع المضيع حظ نفسه ، فلك الحمد يا إلهي.

فكم من عدو انتضى علي سيف عداوته ، وشحذلي ظبا مديته ، وأرهف لي شباحده ، وداف لي قواتل سمومه ، وسدد نحوى صوائب سهامه ، ولم تنم عني عين حراسته ، وأضمر أن يسومني المكروه ، ويجرعني ذعاف مرارته [١] فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح ، وعجزي عن الانتصار ممن قصدنى بمحاربته ووحدتي في كثير عدد من ناواني ، وأرصد لي البلاء فيما لم أعمل فيه فكرتي ، فابتدأتنى بنصرتك ، وشددت أزرى بقوتك ثم فللت لي حده وصيرته من بعد جمع عديده وحده ، وأعليت كعبى عليه ، وجعلت ما سدده مردودا عليه ، ورددته لم يشف غليله ولم تبرد حرارة غيظه ، قد عض على مثواه وأدبر موليا قد أخلفت سراياه.

وكم من باغ بغى [ لي ] بمكائده ، ونصب لى أشراك مصائده ، ووكل بي تفقد رعايته ، وأضبأ إلى إضباء السبع ، لطريدته ، وانتظار الانتهاز لفريسته فناديتك يا إلهى مستغيثا بك ، واثقا بسرعة إجابتك ، عالما أنه لم يضطهد من آوى إلى ظل كنفك ، ولم يفزع من لجأ إلى معاقل انتصارك ، فحصنتني من بأسه بقدرتك.

وكم من سحائب مكروه قد جليتها ، وغواشي كربات كشفتها لا تسئل عما تفعل ، ولقد سئلت فأعطيت ، ولم تسأل فابتدأت ، واستميح فضلك فما أكديت أبيت إلا إحسانا ، وأبيت إلا تقحم حرماتك ، وتعدى حدودك ، والغفلة عن وعيدك فلك الحمد من مقتدر لايغلب وذى أناة لا يعجل ، هذا مقام من اعترف لك بالتقصير وشهد على نفسه بالتضييع.

إلهى أتقرب إليك بالمحمدية الرفيعة ، وأتوجه إليك بالعلوية البيضاء


[١]قد مر هذا الدعاء مشروحا مرارا.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 95  صفحه : 226
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست