responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 93  صفحه : 125

من ذلك لمن وافقهم على ظلمهم وكفرهم ونفاقهم ، ومحاولة مثل ما أتوه من الاستيلاء على أمر الامة كل ذلك لتتم النظرة التي أو جبها الله تبارك وتعالى لعدوه إبليس إلى أن يبلغ الكتاب أجله ، ويحق القول على الكافرين ، ويقترب الوعد الحق الذي بينه الله في كتابه بقوله : « وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم » [١].

وذلك إذا لم يبق من الاسلام إلا اسمه ، ومن القرآن إلا رسمه ، وغاب صاحب الامر بايضاح العذر له في ذلك ، لاشتمال الفتنة على القلوب ، حتى يكون أقرب الناس إليه أشدهم عداوة له ، وعند ذلك يؤيده الله بجنود لم تروها ، ويظهر دين نبيه 9 يديه على الدين كله ولو كره المشركون.

وأما ماذكرته من الخطاب الدال على تهجين النبي 9 والازراء به والتأنيب له ، مع ما أظهره الله تبارك وتعالى في كتابه من تفضيله إياه على سائر الانبياء فان الله عزوجل جعل لكل نبي عدوا من المشركين كما قال في كتابه وبحسب جلالة منزلة نبينا 9 عند ربه كذلك عظم محنته لعدوه ، والذي عاد منه في حال شقاقه ونفاقه وكل أذى ومشقة لدفع نبوته وتكذيبه إياه ، وسعيه في مكارهه ، وقصده لنقض كل ما أبرمه ، واجتهاده ومن مالاه على كفره وفساده ونفاقه وإلحاده في إبطال دعواه ، وتغيير ملته ، ومخالفة سنته ، ولم ير شيئا أبلغ في تمام كيده من تنفيرهم من موالاة وصيه ، وإيحاشهم منه ، وصدهم عنه وإغرائهم بعداوته ، والقصد لتغيير الكتاب الذي جاء به ، وإسقاط ما فيه من فضل ذوي الفضل ، وكفر ذوي الكفر منه وممن وافقه عل ظلمه وبغيه وشركه.

ولقد علم الله ذلك منهم فقال : « إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا » [٢] وقال : « يريدون أن يبدلوا كلام الله » [٣] ولقد أحضروا الكتاب كملا


[١]النور : ٥٥.
[٢]فصلت : ٤٠.
[٣]الفتح : ١٥.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 93  صفحه : 125
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست