نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 92 صفحه : 82
اصفرار من رياض جنات الدنيا ، ويبس من أغصانها ، وانتشار من ورقها ، ويأس من ثمرتها ، واغورار من مائها.
قد درست أعلام الهدى ، وظهرت أعلام الردى ، والدنيا متجهمة في وجوه أهلها ، مكفهرة ، مدبرة غير مقبله ، ثمرتها الفتنة ، وطعامها الجيفة ، وشعارها الخوف ، ودثار ها السيف ، قدمزقهم كل ممزق ، فقد أعمت عيون أهلها ، وأظلمت عليهم أيامها ، قد قطعوا أرحامهم ، وسفكوا دماءهم ، ودفنوا في التراب الموؤدة بينهم من أولادهم ، يختار دونهم طيب العيش ، ورفاهية خفوض الدنيا ، لا يرجون من الله ثوابا ، ولا يخافون والله منه عقابا ، حيهم أعمى نجس ، وميتهم في النار مبلس.
فجاءهم نبيه 9 بنسخة ما في الصحف الاولى ، وتصديق الذي بين يديه وتفصيل الحلال من ريب الحرام ، ذلك القرآن فاستنطقوه ، ولن ينطق لكم اخبركم ، فيه علم ما مضى ، وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة ، وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون ، فلو سألتموني عنه لاخبرتكم عنه ، لاني أعلمكم [١].
أقول : قد سبقت أخبار الثقلين في كتاب الامامة.
١٢ ـ ج : عن أبي الجارود قال : قال أبوجعفر 7 : إذا حدثتكم بشئ فسألوني من كتاب الله ، ثم قال في بعض حديثه : إن النبي 9 نهى عن القيل والقال ، وفساد المال ، وكثرة السؤال ، فقيل له : يا ابن رسول الله أين هذا من كتاب الله عزوجل؟ قال : قوله : ( لا خير في كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس )[٢] وقال : ( ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما )[٣] وقال : ( لا تسئلوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم )[٤].
[١]تفسير القمى : ٤.
[٢]النساء : ١١٤.
[٣]النساء : ٥.
[٤]الاحتجاج : ١٩٣ ، والاية في سورة المائدة : ١٠١.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 92 صفحه : 82