responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 87  صفحه : 147

رهبانيتهم كانت هي ، فيدل على أن الآية مسوقة لمدح الرهبانية لا ذمها ، والآية تحتملهما ، وعلى المدح كانت مندوبة في شريعتهم ، فأوجبوها على أنفسهم بالنذر و شبهه ، كما يفهم من قوله تعاله « ما كتبناها عليهم » قال الطبرسي ره : [١] الرهبانية هي الخصلة من العبادة يظهر فيها معنى الرهبة إما في لبسة ، أو الانفراد عن الجماعة ، أو غير ذلك من الامور التي يظهر فيها نسك صاحبه ، والمعنى ابتدعوا رهبانية لم نكتبها عليهم.

وقيل : إن الرهبانية التي ابتدعوها هي رفض النساء ، واتخاذ الصوامع عن قتادة قال : وتقديره ورهبانية ما كتبناها عليهم إلا أنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها.

وقيل : إن الرهبانية التي ابتدعوها لحاقهم بالبراري والجبال في خبر مرفوع عن النبي 9 فمارعاها الذين بعدهم حق رعايتها ، وذلك لتكذيبهم بمحمد 9 عن ابن عباس ، وقيل : إن الرهبانية هي الانقطاع عن الناس للانفراد بالعبادة ما كتبناها عليهم اي ما فرضناها عليهم.

وقال الزجاج : إن التقدير ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله ، وابتغاء رضوان الله اتباع ما أمر الله به فهذا وجه وقال : وفيها وجه آخر جاء في التفسير ، أنهم كانوا يرون ما ملوكهم ما لا يصبرون عليه ، فاتخذوا أسرابا وصوامع وابتدعوا ذلك فلما ألزموا أنفسهم ذلك التطوع ودخلوا فيه ، لزمهم إتمامه ، كما أن الانسان إذا جعل على نفسه صوما لم يفرض عليه لزمه أن يتمه.

قال : وقوله « فما رعوها حق رعايتها » على ضربين أحدهما أن يكونوا قصروا فيما ألزموه أنفسهم ، والآخر وهو الاجود أن يكونوا حين بعث النبي 9 فلم يؤمنوا به ، كانوا تاركين إطاعة الله ، فما رعوا تلك الرهبانية حق رعايتها ، ودليل ذلك قوله  « فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم » يعني الذين آمنوا بالنبي 9 « وكثير منهم فاسقون » أي كافرون إنتهى.


[١]مجمع البيان ج ٩ ص ٢٤٣.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 87  صفحه : 147
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست