نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 83 صفحه : 89
قيل دبر إذا جاء بعد غيره ، وأدبر إذا ولى مدبرا ، فعلى هذا يكون المعنى في إذا دبر إذا جاء الليل في أثر النهار ، وفي إذ أدبر إذا ولى الليل ، فجاء الصبح عقيبه.
الخامسة : قوله تعالى (والليل إذا عسعس * والصبح إذا تنفس)[١] بتقريب مامر في الاية السابقة على الوجهين ، قال الرازي : ذكر أهل اللغة أن عسعس من الاضداد يقال عسعس الليل إذا أقبل ، وعسعس إذا أدبر ، وأنشدوا في ورودها بمعنى أدبر قول العجاج :
حتى إذا الصبح لها تنفسا
وانجاب عنها ليلها وعسعسا
ثم منهم من قال المراد هنا أقبل الليل ، لان على هذا التقدير يكون القسم واقعا باقبال الليل ، وهو قوله ( إذا عسعس ) وبادباره وهو قوله ( والصبح إذاتنفس ) ومنهم من قال قوله ( والصبح إذا تنفس ) إشارة إلى تكامل طلوع الصبح ، فلايكون تكرارا انتهى ، فظهر أن العجاج والرازي أيضا فهما الاية كما فهمنا ، وجعلا إدبار الليل والصبح متلازمين بل مترادفين.
وقال الواحدي في تفسيره الوسيط قوله ( والصبح إذا تنفس ) أي امتد ضوؤه حتى يصير نهار ونحوه قال الطبرسي ـ ره ـ.
السادسة : قوله سبحانه (قل أرأيتم إن أتيكم عذابه بياتا أو نهارا ماذا يستعجل منه المجرمون)[٢] استدل بها الراغب الاصفهاني على أن النهار في الشرع اسم لما بين طلوع الصبح إلى غروب الشمس وقال : بات فلان يفعل كذا موضوعة لما يفعل بالليل كظل لما يفعل بالنهار.
أقول : لايتم ذلك إلا بضم ماسيأتي في ضمن الاخبار وأقوال العلماء من إطلاق التبييت على الزمان الذي نهايته طلوع الفجر كما ذكروا في تبييت الزوج عند ذات النوبة ، والبيتوته بالمشعر ومنى ومكة ، وسيأتي الاخبار الكثيرة في ذلك وذكروا تبييت نية الصوم ولم يريدوا إلا النية قبل الفجر ، قال في النهاية فيه :