responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 80  صفحه : 4

غيرماء فاحتلم أكثرهم ، فتمثل لهم إبليس وقال : تزعمون أنكم على الحق وأنتم تصلون بالجنابة وعلى غير وضوء ، وقد اشتد عطشكم ، ولو كنتم على الحق ما سقبوكم إلى الماء ، وإذا أضعفكم العطش قتلوكم كيف شاؤا ، فأنزل الله عليهم المطر وزالت تلك العلل ، وقويت قلوبهم ، ونزلت الاية.

فتدل ظاهرا على تطهيرماء المطر للحدث والخبث [١] ولعل المراد بتطهير الله إياهم توفيقهم للطهارة ، وقيل : الحكم به بعد استعمال الماء على الوجه المعتبر والمراد بقوله : «وليطهركم به» الطهارة من النجاسة الحكمية أعني الجنابة و الحدث الاصغر أو منها ومن العينية أيضا كالمنى.

ويراد برجز الشيطان [٢] إما الجنابة فانها من فعله ، وإما وسوسته لهم ، والربط على القلوب يراد به تشجيعها وتقويتها ووثوقها بلطف الله بهم ، وقيل : إن هذا المعنى هو المراد أيضا بتثبيت أقدامهم.

وبالجملة الاية تدل على تطهير ماء المطر للحدث والخبث في الجملة وأما الاستدلال بها على مطهرية الماء مطلقا فلا يخلو من إشكال [٣].

وأما الاية الثالثة فتدل في الجملة على مدح التطهر من الاقذار لاسيما بالماء ، وقد روي عن الباقر والصادق 8 أنها نزلت في أهل قبا لجمعهم في الاستنجاء عن الغائط بين الاحجار والماء ، وروي لاستنجائهم بالماء ، وقيل : ربما


[١]ليس يمن الله عزوجل بأنه نزل المطر ليطهرهم بماء المطر لمزيته على سائر المياه ، بل المنة لاجل أنهم جيئوا بالماء من فوق رأسهم من دون أن يشقوا أنفسهم بحفر القليب وتهيئة الدلاء والرشا وغير ذلك ، والمطر من منن الله العظام ، فانه يرفع بقدرته ومشيئته المياه من البحار ويركمها سحابا يسوقه إلى حيث يشاء ، فيعصره وينزل بالمطر فيتلبد الارض وينبت العشب والكلاء والحبوب والاثمار ، ثم تسيل من الوادى إلى القرار فيأخذه الناس لحاجاتهم.
[٢]ولعل المراد برجز الشيطان هو الذى أمر بهجره في قوله تعالى : «والرجز فاهجر» ، فيناسب كون المراد به المنى وآثار الجنابة.
[٣]قد عرفت أنه لا اشكال في الاستدلال بها.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 80  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست