responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 8  صفحه : 204

وسائر مكملات الاعمال ففي الآخرة أيضا لا ينتفع إلا بالجنة الجسمانية ، ومن فهم في الدنيا روح العبادة وأنس بها واستلذ منها وأعطاها حقها فهو في الجنة الجسمانية لا يستلذ إلا بالنعم الروحانية ، ولنضرب لك في ذلك مثلا لمزيد الايضاح ، فنقول : ربما يجلس بعض سلاطين الزمان على سريره ويطلب عامة رعاياه ووزرائه وامرائه ومقربي حضرته ويعطيهم شيئا من الحلاوات ، فكل صنف من أصناف الخلق ينتفع بما يأخذه من ذلك نوعا من الانتفاع ويلتذ نوعا من الالتذاذ على حسب معرفته لعظمة السلطان ورتبة إنعامه : فمنهم جاهل لا ينتفع بذلك إلا أنه حلو ترغب الذائقة فيه ، فلا فرق في ذلك عنده بين أن يأخذه من بائعه في السوق أو من يد السلطان ، ومنهم من يعرف شيئا من عظمة السلطان ويريد بذلك الفخر على بعض أمثاله أو من هو تحت يده أن السلطان أكرمني بذلك ، وهكذا حتى ينتهي الامر إلى من هو من مقر بي حضرة السلطان ومن طالبي لطفه وإكرامه ، فهو لا يلتذ بذلك إلا لانه خرج من يدالسلطان ، وأنه علامة لطفه وإكرامه فهو يضن بذلك ويخفيه ويفتخر بذلك و يبديه ، مع أن في بيته أضعاف ذلك مبذولة لخدمه وعبيده فهو لا يجد من الحلاوة إلا طعم القرب والا كرام ، ولوجعل السلطان علامة إكرامه في بذل أمر الاشياء وأبشعها لكان عنده أحلى من جميع الحلاوات ، ولذاترى في عشق المجاز إذا ضرب المعشوق محبه ضربا وجيعا على جهة الاكرام فهوأشهى عنده من كل ما يستلذ منه سائر الانام ، فإذا كان مثل ذلك في المجاز ففي الحقيقة أولى وأحرى ، فإذا فهمت ذلك عرفت أن أولياء الله تعالى في الدنيا أيضا في الجنة والنعيم ، إذهم في عبادة ربهم متلذ ذون بقربه ووصاله وفي التنعم بنعيم الدنيا إنما يتلذ ذون لكونه مما خلق لهم ربهم ومحبوبهم وحباهم بذلك ورزقهم وأعطاهم ، وفي البلايا والمصائب أيضا يلتذون بمثل ذلك ، لانهم يعلمون أن محبهم ومحبوبهم اختار ذلك لهم وعلم فيه صلاحهم ، فبذلك امتحنهم فهم بذلك راضون شاكرون ، فتنعمهم بالبلايا كتمتعهم بالنعم والهدايا ، إذ جهة الاستلذاذ فيهما واحدة عندهم ، فهم في الدنيا والآخرة بقربه ولطفه وحبه يتنعمون ، وفيهما لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ، فإذا فازوا بهذه الدرجة القصوى وو صلوا إلى تلك المرتبة

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 8  صفحه : 204
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست