واعلم أن الغناء مما قد وعد الله عليه النار في قوله : « ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين » [٣].
وقد يروى عن أبي عبدالله 7 أنه سأل بعض أصحابه فقال : جعلت فداك إن لي جيرانا ولهم جوار مغنيات يتغنين ، ويضربن بالعود ، فربما دخلت الخلاء فاطيل الجلوس استماعا مني لهن.
قال : فقال أبوعبدالله 7 : لا تفعل! فقال الرجل : والله ما هو شئ آتيه برجلي ، إنما هو أسمع باذني ، فقال أبوعبدالله 7 : بالله أنت ما سمعت قول الله تبارك وتعالى : « إن السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا »؟ [٤].
وأروي في تفسير هذه الاية أنه يسأل السمع عما سمع ، والبصر عما نظر ، والقلب عما عقد عليه ، فقال الرجل كأني لم أسمع بهذه الآية في كتاب الله عزوجل من عجمي وعربي ، لاجرم أني قد تركتها ، وإني أستغفر الله ، فقال أبوعبدالله 7 : اذهب فاغتسل وصل ما بدالك ، فلقد كنت مقيما على أمر عظيم ، ما كان أسوء حالك لوكنت مت على هذا؟ استغفر الله واسأل الله التوبة من كل ما يكره ، فانه لا يكره إلا القبيح ، والقبيح دعه لاهله ، فان