responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 78  صفحه : 5

الدنيا لنفسك ثمنا ، ومما لك عندالله عوضا.

ومنهم من يطلب الدنيا بعمل الاخرة ولا يطلب الاخرة بعمل الدنيا ، قد طأمن من شخصه ، وقارب من خطوه ، وشمر من ثوبه [١] وزخرف من نفسه الامانة واتخذ سر الله تعالى ذريعة إلى المعصية.

ومنهم من أقعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه [٢] وانقطاع سببه ، فقصرته الحال على حاله ، فتحلى باسم القناعة ، وتزين بلباس أهل الزهادة ، وليس من ذلك في مراح ، ولا مغدى [٣]

وبقي رجال غض أبصارهم ذكر المرجع ، وأراق دموعهم خوف المحشر ، فهم بين شريد ناء ، وخائف مقموع ، وساكت مكعوم [٤] وداع مخلص ، وثكلان موجع قد أخملتهم التقية ، وشملتهم الذلة فهم في بحر اجاج ، أفواههم خامرة [٥] وقلوبهم قرحة ، قد وعظوا حتى ملوا ، وقهروا حتى ذلوا ، وقتلوا حتى قلوا ، فلتكن الدنيا عندكم أصغر من حثالة القرظ ، وقراضة الجلم [٦].

واتعظوا بمن كان قبلكم قبل أن يتعظ بكم من بعدكم ، وارفضوها ذميمة فانها رفضت من كان أشغف بها منكم ، فياما أغر خداعها مرضعة ، وياما أضر نكالها فاطمة.

٥٥ ـ وقد نقل عنه 7 أنه قال وقد اجتمع حوله خلق كثير : اتقوا الله فما


[١]طأمن مقلوب طمأن أى سكن ، وطأمن منه أى سكنه ، وشمر ثوبه أى رفعه عن ساقيه للتنزه والحتراز من النجاسة والقذارة.
[٢]الضؤولة ـ بالضم ـ : الحقارة. ورجل ضئيل أى ضعيف نحيف.
[٣]المراح موضع يروح القوم منه أواليه. والمغدى اسم مكان من الغدو.
[٤]المقموع : المقهور. والمكعوم : الملحم.
[٥]خمر ـ كضرب ونصر ـ : سكت ولم يتكلم.
[٦]الحثالة ـ بالضم ـ ما يسقط من قشر الشعير والارز. والقرظ ـ بالتحريك ـ ورق السلم يدبغ به الاديم. وقراضة الجلم يعنى ريزه دم قيجى.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 78  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست