responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 78  صفحه : 284

إياكم والنظرة فانها تزرع في القلب الشهوة ، وكفى بها لصاحبها فتنة. طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عنيه لا تنظروا في عيوب الناس كالارباب و انظروا في عيوبكم كهيئة العبيد. إنما الناس رجلان مبتلى ومعافي ، فارحموا المبتلى واحمدوا الله على العافية ».

يا ابن جندب صل من قطعك ، واعط من حرمك ، وأحسن إلى من أساء إليك وسلم على من سبك ، وأنصف من خاصمك ، واعف عمن ظلمك ، كما أنك تحب أن يعفى عنك ، فاعتبر بعفوالله عنك ، ألا ترى أن شمسه أشرقت على الابرار و الفجار ، وأن مطره ينزل على الصالحين والخاطئين.

يا ابن جندب لا تتصدق على أعين الناس ليزكوك ، فانك إن فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك ، ولكن إذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك ، فإن الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية على رؤوس الاشهاد في اليوم الذي لا يضرك أن لا يطلع الناس على صدقتك. واخفض الصوت ، إن ربك الذي يعلم ما تسرون وما تعلنون ، قد علم ما تريدون قبل أن تسألوه ، وإذا صمت فلا تغتب أحدا ، ولا تلبسوا صيامكم بظلم ، ولا تكن كالذي يصوم رئاء الناس ، مغبرة وجوههم ، شعثة رؤوسهم ، يابسة أفواههم لكي يعلم الناس أنهم صيام.

يا ابن جندب الخير كله أمامك ، وإن الشر كله أمامك ، ولن ترى الخير والشر إلا بعد الاخرة ، لان الله عزوجل جعل الخير كله في الجنة والشر كله في النار ، لانهما الباقيان ، والواجب على من وهب الله له الهدى وأكرمه بالايمان وألهمه رشده ، وركب فيه عقلا يتعرف به نعمه ، وآتاه علما وحكما يدبر به أمر دينه ودنياه [١] أن يوجب على نفسه أن يشكر الله ولا يكفره ، وأن يذكر الله ولا ينساه وأن يطيع الله ولا يعصيه ، للقديم الذي تفرد له بحسن النظر ، وللحديث الذي أنعم عليه بعد إذ أنشأه مخلوقا ، وللجزيل الذي وعده ، والفضل الذي لم يكلفه من طاعته فوق طاقته وما يعجز عن القيام به وضمن له العون على تيسير ما حمله من ذلك


[١]«الواجب» مبتدأ وخبره جملة «أن يوجب على نفسه الخ».
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 78  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست