responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 77  صفحه : 303

ولا حركة أحدثها ، ولاهمامة نفس اضطرب فيها [١] ، أحال الاشياء لاوقاتها ، و لائم بين مختلفاتها ، وغرز غرائزها ، وألزمها أشباحها [٢] عالما بها قبل ابتداءها محيطا بحدودها وانتهائها ، عارفا بقرائنها وأحنائها [٣].

ثم أنشأ سبحانه فتق الاجواء ، وشق الارجاء ، وسكائك الهواء ، فأجرى [٤] فيها ماء متلاطما تياره [٥] متراكما زخاره ، حمله على متن الريح العاصفة ، و الزعزع القاصفة ، فأمرها برده ، وسلطها على شدة : وقرنها إلى حدة ، الهواء من تحتها فتيق ، والماء من فوقها دفيق.

ثم أنشأ سبحانه ريحا اعتقم مهبها ، وأدام مربها [٦] وأعصف مجراها ، و أبعد منشأها ، فأمرها بتصفيق الماء الزخار ، وأثارة موج البحار ، فمخضته مخض السقاء [٧] وعصفت به عصفها بالافضاء ، ترد أوله إلى آخره ، وساجيه إلى مائره حتى عب عبابه [٨] ورمى بالزبد ركامه. فرفعه في هواء منفتق ، وجو منفهق [٩]


[١]همامة نفس ـ بالفتح ـ اهتمامها بالامور وقصدها اليه والاضطرب الحركة والحركة في الهمامة الانتقال من رأى إلى رأى. والاحالة بمعنى التحويل والنقل.
[٢]الاشباح : الاشخاص.
[٣]الاحناء جمع حنو ـ بالكسر ـ أى الجانب وفى كلامه 7 دلالة على جواز اطلاق العارف عليه سبحانه.
[٤]السكاكة ـ بالضم ـ الهواء الملاقى أعناق السماء جمعها سكائك.
[٥]التيار : الموج. والمتراكم : مايكون بعضها فوق بعض ، والزخار الشديد الزخر أى الامتداد والارتفاع.
[٦]أى جعل هبوبها عقيما والريح العقيم التى لا تلقح سحابا ولا شجرا وكذلك كانت تلك الرياح. والمرب مصدر ميمى من أرب بالمكان مثل الب به اى لازمه « فادام مربها » اى ملازمتها او ان ادام من ادمت الدلو ملاتها. والمرب. بكسر اوله المكان والمحل.
[٧]التصفيق : التحريك. ومخضته : حركته بشدة.
[٨]الساجى : الساكن. والمائر : الذى يذهب ويجئ او المتحرك مطلقا. وعب اى ارتفع ، والعباب بالضم معظم الماء وكثرته وارتفاعه. والركام : ثبجه وما تراكم منه بعضه على بعض.


[٩] الانفهاق : الاتساع.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 77  صفحه : 303
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست