responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 77  صفحه : 223

وإنك لم تبلغ في النظر لنفسك [ وإن اجتهدت مبلغ ] نظري لك ، واعلم. [ يابني ] أنه لو كان لربك شريك لاتتك رسله ، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه ، ولعرفت صفته وفغاله ولكنه إله واحد كما وصف نفسه ، لا يضاده في ذلك أحد ولا يحاجه وأنه خالق كل شئ وأنه أجل من أن يثبت لربوبيته بالاحاطة قلب أوبصر [١] وإذا أنت عرفت ذلك فافعل كما ينبغي لمثك في صغر خطرك وقلة مقدرتك وعظم حاجتك إليه أن يفعل مثله في طلب طاعته والرهبة له والشفقة من سخطه ، فانه لم يأمرك إلا بحسن ولم ينهك إلا عن قبيح.

أى بني إني قد أنبأتك عن الدنيا وحالها وزوالها وانتقالها بأهلها ، وأنبأتك عن الاخرة وما أعد لاهلها فيه وضربت لك فيها الامثال ، إنما مثل من أبصر الدنيا كمثل قوم سفز نبابهم منزل جدب فأموا منزلا خصيبا [ وجنابا مريعا ] فاحتموا وعثاء الطريق [٢] وفراق الصديق وخشونة السفر في الطعام والمنام [٣] ليأتوا سعة دارهم ومنزل قرارهم ، فليس يجدون لشئ من ذلك ألما ولا يرون نفقته مغرما ولا شيئا أحب إليهم مما قربهم من منزلهم ، ومثل من اغتربها كمثل قوم كانوا بمنزل خصب فنبابهم إلى منزل جدب فليس شئ أكره إليهم ولا أهول لديهم من مفارقة ما هم فيه إلى ما يهجمون عليه [٤] ويصيرون إليه ، وقرعتك بأنواع الجهالات لئلا تعد نفسك عالما ، فإن ورد عليك شي لا تعرفه أكبرت ذلك فان العالم من عرف أن ما يعلم فيما لا يعلم قليل فعد نفسه بذلك جاهلا ، فازداد بما عرف من ذلك في طلب العلم اجتهادا ، فما يزال للعلم طالبا ، وفيه راغبا ، وله مستفيدا ، ولاهله خاشعا ولرأية متهما [٥] وللصمت لازما ، وللخطأ حاذرا ، ومنه مستحييا.


[١]كذا وفى النهج « من أن يثبت ربوبيته باحاطة قلب أو بصر ».
[٢]الجناب : الناحية. والرابع : كثير العشب. ووعثاء الطريق : مشقته.
[٣]في النهج « خشونة السفر وجشوبة المطعم » والجشوبة بضم الجيم : الغلظ أو كون الطعام بلا أدم.
[٤]هجم عليه أى انتهى اليه بغتة.
[٥]في المصدر « ولا هله خاشعا مهتما ».
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 77  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست