نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 77 صفحه : 207
عليه في المسألة يفتح لك أبواب الرحمة ، لا يقنطك إن أبطأت عليك الاجابة فإن العطية على قدر المسألة ، وربما اخرت عنك الاجابة ليكون أطول للمسألة وأجزل للعطية ، ربما سألت الشئ فلم تؤتاه واوتيت خيرا منه عاجلا أو آجلا أو صرت إلى ما هو خير لك ، فلرب أمر قد طلبته وفيه هلاك دينك ودنياك لو اوتيته ، ولتكن مسألتك فيما يعنيك مما يبقى لك جماله وينفى عنك وباله ، والمال لا يبقى لك ولا تبقى له ، فإنه يوشك أن ترى عاقبة أمرك حسنا أوسيئا أو يعفو العفو الكريم.
واعلم يابني إنك إنما خلقت للاخرة لا للدنيا ، وللفناء لا للبقاء ، وللموت لا للحياة ، وأنك في منزل قلعة ، ودار بلغة [١] وطريق إلى الاخرة ، وأنك طريد الموت الذي لا ينجوها ربه ، ولابد أنه مدركك يوما ، فكن منه على حذر أن يدركك على حال سيئة قد كنت تحدث نفسك منها بالتوبة فيحول بينك وبين ذلك ، فإذا أنت قد أهلكت نفسك.
يا بني أكثر من ذكر الموت وذكر ما تهجم عليه وتفضي بعد الموت إليه واجعله أمامك حيث [ تراه حتى ] يأتيك وقدأ خذت منه حذرك وشددت له أزرك ، و لا يأتيك بغتة فيبهرك [٢] ولا يأخذك على غرتك ، وأكثر ذكر الاخرة وما فيها من النعيم والعذاب الالبم ، فإن ذلك يزهدك في الدنيا ويصغرها عندك.
وإياك أن تغتر بما ترى من إخلاد أهلها وتكالبهم عليها [٣] وقد نبأك الله جل جلاله عنها ونعت إليك نفسها وتكشفت لك عن مساويها ، فانما أهلها كلاب عاوية وسباع ضارية يهر بعضها بعضا [٤] ويأكل عزيزها ذليلها [ ويقهر كبيرها صغيرها ]
[١]القلعة ـ بالضم فالسكون ـ أى لا يصلح للاستيطان والاقامة ، يقال منزل قلعة أى لا يملك لنازله ، ويقلع عنه ولا يدرى متى ينتقل عنه. والبلغة : ما يبلغ به من العيش والمراد أنها دار تؤخذ فيها الكفاية للاخرة.
[٢]أى يغلبك.
[٣]التكالب : التواثب أى شدة حرصهم عليها.
[٤]ضارية أى مولعة بالافتراس : ويهر أى يكره أن ينظر بعضها بعضا ويمقت.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 77 صفحه : 207