نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 77 صفحه : 186
من دنيا كم هذه بأهداب بردي هذا [١] ، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء وكل إلى بقاء وشيك وزوال قريب ، فبادروا العمل وأنتم في مهل الانفاس ، وجدة الاحلاس [٢] قبل أن تأخذوا بالكظم [٣] فلا ينفع الندم.
التاسع والعشرون عن عبدالله بن عمر قال : سمعت رسول الله 9 يقول : يكون امتي في الدنيا على ثلاثة أطباق : أما الطبق الاول فلا يحبون جمع المال و ادخاره ، ولا يسعون في اقتنائه واحتكاره ، وإنما رضا هم من الدنيا سد جوعة وستر عورة ، وغنا هم فيها ما بلغ بهم الاخرة ، فاولئك الامنون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وأما الطبق الثاني فانهم يحبون جمع المال من أطيب وجوهه وأحسن سبيله ، يصلون به أرحامهم ويبرون به إخوانهم ويواسون به فقراءهم ، ولعض أحدهم على الرضيف [٤] أيسر عليه من أن يكتسب درهما من غير حله ، أو يمنعه من حقه أن يكون له خازنا إلى حين موته ، فاولئك الذين إن نوقشوا [٥] عذبوا وإن عفي عنهم سلموا.
وأما الطبق الثالث فانهم يحبون جمع المال مما حل وحرم ، ومنعه مما افترض ووجب ، إن أنفقوه أنفقوه إسرافا وبدارا [٦] ، وإن أمسكوه أمسكوه بخلا و
[١]الاهداب جمع هدب وهو خمل الثوب وطرته.
[٢]جدة الثوب ـ بكسر الجيم وشد الدال ـ كونه جديدا. والاحلاس ـ بالحاء المهملة ـ جمع حلس ـ بكسر الحاء ـ وهو ما يوضع على ظهر الدابة تحت السراج ، والرحل الذى يبسط في البيت على الارض تحت حر الثياب والمتاع.
[٣]الكظم ـ محركة ـ : مخرج النفس.
[٤]عض الشئ : أمسكه بأسنانه ، والرضيف بالراء المهملة والضاد المعجمة ـ الحجارة المحماة.
[٥]نافشه الحساب وفى الحساب : استقصى في حسابه. والمناقشة التشدد في المحاسبة.
[٦]بدارا أى سراعا.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 77 صفحه : 186