نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 77 صفحه : 129
علمهم كتاب الله وأحسن أدبهم على الاخلاق الصالحة ، وأنزل الناس منازلهم خيرهم وشرهم [١] وأنفذ فيهم أمر الله ولا تحاش في أمره ولا ماله أحدا [٢] فانها ليست بولايتك ولا مالك ، وأد إليهم الامانة في كل قليل وكثير ، وعليك بالرفق والعفوفي غير ترك للحق [٣] يقول الجاهل : قد تركت من حق الله ، واعتذر إلى أهل عملك من كل أمر خشيت أن يقع إليك منه عيب [٤] حتى يعذروك ، وأمت أمر الجاهلية إلا ما سنه الاسلام ، وأظهر أمر الاسلام كله صغيره وكبيره ، وليكن أكثر همك الصلاة فانها رأس الاسلام بعد الاقرار بالدين ، وذكر الناس بالله واليوم الاخر واتبع الموعظة فانه أقوى لهم على العمل بما يحب الله ، ثم بث فيهم المعلمين واعبد الله الذي إليه ترجع ، ولا تخف في الله لومة لائم.
واوصيك بتقوى الله ، وصدق الحديث ، والوفاء بالعهد ، وأداء الامانة ، وترك الخيانة ، ولين الكلام ، وبذل السلام ، وحفظ الجار ، ورحمة اليتيم ، وحسن العمل وقصر الامل ، وحب الآخرة ، والجزع من الحساب ، ولزوم الايمان ، والفقه في القرآن ، وكظم الغيظ ، وخفض الجناح [٥] وإياك أن تشتم مسلما ، أو تطيع آثما أو تعصي إماما عادلا ، أو تكذب صادقا ، أو تصدق كاذبا ، واذكر ربك عند كل شجر وحجر ، وأحدث لكل ذنب توبة السر بالسر والعلانية بالعلانية.
يا معاذ لولا أنني أرى ألا نلتقي إلى يوم القيامة لقصرت في الوصية ولكنني
[١]أى أنزل الناس منازلهم على قدرهم وشؤونهم من الخير وشر.
[٢]لا تحاش من حاش يحاش أى نزه والمراد أنك لا تكترت بما تفعله ولا تخاف من أحد ولا تستوحش منهم.
[٣]في بعض النسخ « من غير ترك للحق ».
[٤]يعنى أن في كل أمر خشيت أن يسرع اليك عيب منه تقدم العذر قبل أن يعذروك.
[٥]الخفض : الغض والاخفاء وأيضا خفض ضد رفع وبمعنى اللين والسهل ، والجناح ما يطير به الطائر وخفض الجناح كناية عن التواضع.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 77 صفحه : 129