responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 75  صفحه : 208

ذولسانين : لسان منه مع الله ، والاخر مع ما سواه ، فهذا أولى بالذم من ذي اللسانين.

وتحقيقه أن بدن الانسان بمنزلة مدينة كبيرة لها حصن منيع هو القلب بل هو العالم الصغير من جهة والعالم الكبير من جهة اخرى والله سبحانه هو سلطان القلب ومدبره ، بل القلب عرشه ، وحصنه بالعقل والملائكة ، ونوره بالانوار الملكوتية ، واستخدمه القوى الظاهرة والباطنة والجوارح والاعضاء الكثيرة ولهذا الحصن أعداء كثيرة من النفس الامارة ، والشياطين الغدارة ، وأصناف الشهوات النفسانية ، والشبهات الشيطانية ، فاذا مال العبد بتأييده سبحانه إلى عالم الملكوت ، وصفي قلبه بالطاعات والرياضات عن شوك الشكوك والشبهات ، وقذارة الميل إلى الشهوات ، استولى عليه حبه تعالى ومنعه عن حب غيره ، فصارت القوى والمشاعر وجميع الالات البدنية مطيعة للحق ، منقادة له ، ولايأتي شئ منها بما ينافي رضاه ، وإذا غلبت عليه الشقوة ، وسقط في مهاوي الطبيعة استولى الشيطان على قلبه ، وجعله مستقر ملكه ونفرت عنه الملائكة ، وأحاطت به الشياطين ، وصارت أعماله كلها للدنيا ، وإراداته كلها للهوى ، فيدعي أنه يعبدالله ، وقد نسي الرحمان ، وهو يعبد النفس والشيطان.

فظهر أنه لايجتمع حب الله وحب الدنيا ، ومتابعة الله ومتابعة الهوي في قلب واحد ، وليس للانسان قلبان حتى يحب بأحدهما الرب تعالى ويقصده بأعماله ، ويحب بالاخرة الدنيا وشهواتها ، ويقصدها في أفعاله ما قال سبحانه : «ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه» [١] ومثل سبحانه لذلك باللسان والسيف ، فكما لايكون في فم لسانان ، ولا في غمد سيفان ، فكذلك لايكون في صدر قلبان ، ويحتمل أن يكون اللسان لما مر في ذي اللسانين.

وأما قوله : «فكذلك الاذهان» فالفرق بينها وبين القلب مشكل ، ويمكن أن يكون القلب للحب والعزم ، والذهن للاعتقاد الجزم ، أي لا يجتمع في القلب حب الله وحب ما ينا في حبه سبحانه ، من حب الدنيا وغيره ، وكذلك لا يجتمع


[١]الاحزاب : ٤.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 75  صفحه : 208
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست