responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 75  صفحه : 200

بيان : «ضع أمر أخيك» أي احمل ما صدر عن أخيك من قول أو فعل على أحين محتملاته ، وإن كان مرجوحا من غير تجسس حتى يأتيك منه أمر لايمكنك تأويله ، فان الظن قد يخطئ والتجسس منهي عنه كما قال تعالى : «إن بعض الظن إثم» [١] وقال : «ولا تجسسوا» [٢] وقوله : «ما يغلبك» في بعض النسخ بالغين ، فقوله : منه متعلق بيأتيك أي حتى يأتيك من قبله ما يعجزك ولم يمنك التأويل ، وفي بعض النسخ بالقاف من باب ضرب كالسابق أو من باب الافعال فالظرف متعلق بيقلبك ، والضمير للاحسن قوله 7 : ولا تظنن تأكيد لبعض أفراد الكلام السابق ، أو السابق محمول على الفعل ، وهذة الجملة مروية في نهج البلاغة وفيه «من أحد ومحتملا» والحاصل أنه إذا صدرت منه كلمة ذات وجهين ، وجب عليك أن تحملها على الوجه الخير ، وإن كان معنى مجازيا بدون قرينة أو كناية أو تورية أو نحوهما ، لا سيما إذا ادعاه القائل.

ومن هذا القبيل ما سماه علماء العربية اسلوب الحكيم كما قال الحجاج للقبعثرى متوعدا له بالقيد : لاحملنك على الادهم ، فقال القبعثرى : مثل الامير يحمل على الادهم والاشهب ، فأبرز وعيده في معرض الوعد ، ثم قال الحجاج للتصريح بمقصوده : إنه حديد ، فقال القبعثرى : لان يكون حديدا خير من أن يكون بليدا.

وقال الشهيد الثاني روح الله روحه وغيره ممن سبقه : اعلم أنه كما يحرم على الانسان سوء القول في المؤمن ، وأن يحدث غيره بلسانه بمساوي الغير كذلك يحرم عليه سوء الظن وأن يحدث نفسه بذلك ، والمراد بسوء الظن المحرم عقد القلب و حكمه عليه بالسوء من غير يقين ، فأما الخواطر وحديث النفس فهو معفو عنه كما أن الشك أيضا معفو عنه ، قال الله تعالى «اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم» [٣] فليس لك أن تعتقد في غيرك سوءا إلا إذا انكشف لك بعيان لا يحتمل التأويل ، و ما لم تعلمه ثم وقع في قلبك فالشيطان يلقبه ، فينبغي أن تكذبه فانه أفسق الفساق وقد قال الله تعالى « يا أيها الذين آمنوا إن جائكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا


(١ و ٢) الحجرات : ١٢.
[٣] الحجرات : ١٣.

نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 75  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست