responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 20

وأما حق السائل فاعطاؤه إذا تهبأت صدقه ، وقدرت على سد حاجته والدعاء له فيما نزل له ، والمعاونة له على طلبته ، وإن شككت في صدقه وسبقت إليه التهمة له لم تعزم على ذلك ، ولم تأمن أن يكون من كيد الشيطان أراد أن يصدك عن حظك ويحول بينك وبين التقرب إلى ربك. وتركته بستره ، ورددته ردا جميلا وإن غلبت نفسك في أمره وأعطيته على ما عرض في نفسك منه ، فان ذلك من عزم الامور.

وأما حق المسؤول إن أعطى فاقبل منه ما أعطى بالشكر له ، والمعرفة لفضله ، واطلب وجه العذر في منعه وأحسن به الظن واعلم أنه إن منع ماله منع ، وأن ليس التثريب في ماله وإن كان ظالما فان الانسان لظلوم كفار.

وأما حق من سرك الله به وعلى يديه ، فإن كان تعمدها لك حمدت الله أولا ثم شكرته على ذلك بقدره في موضع الجزاء وكافأته على فضل الابتداء ، وأرصدت له المكافأة ، وإن لم يكن تعمدها حمدت الله وشكرته ، وعلمت أنه منه توحدك بها وأحببت هذا إذا كان سببا من أسباب نعم الله عليك ، وترجو له بعد ذلك خيرا فان أسباب النعم بركة حيث ماكانت وإن كان لم يتعمد ولا قوة إلا بالله.

وأما حق من ساءك القضاء على يديه بقول أو فعل ، فان كان تعمدها كان العفو أولى بك ، لما فيه له من القمع وحسن الادب ، مع كبير أمثاله من الخلق فان الله يقول : «ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل» إلى قوله «من عزم الامور» [١] وقال عزوجل : «وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به وإن صبرتم لهو خير للصابرين» [٢] هذا في العمد فإن لم يكن عمدا لم تظلمه بتعمد الانتصار منه فتكون. كافأته في تعمد على خطاء ، ورفقت به ورددته بألطف ما تقدر عليه ، ولا قوة إلا بالله.

وأما حق أهل بيتك عامة فاضمار السلامة ، ونشر جناح الرحمة ، والرفق بمسيئهم ، وتألفهم واستصلاحهم ، وشكر محسنهم إلى نفسه وإليك ، فان إحسانه إلى نفسه إحسانه إليك إذا كف عنك أذاه ، وكفاك مؤنته ، وحبس عنك نفسه ، فعمهم


[١]الشورى : ٤٠.
[٢] النحل : ١٢٦.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 74  صفحه : 20
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست