responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 82

٤٥ ـ نهج : من خطبة له 7 : دار بالبلاء محفوفة ، وبالغدر معروفة لا تدوم أحوالهاك ولا يسلم نزالها ، أحوال مختلفة ، وتارات متصرفة ، العيش فيها مذموم والامان منها معدوم ، وإنما أهلها فيها أغراض مستهدفة ترميهم بسهامها وتفنيهم بحمامها [٢].

واعلموا عباد الله أنكم وما أنتم فيه من هذه الدنيا على سبيل من قد مضى قبلكم ممن كان أطول منكم أعمارا وأعمر ديارا وأبعد آثارا ، أصبحت اصواتهم هامدة ورياحهم راكدة [٣] وأجسادهم بالية ، وديارهم خالية ، وآثارهم عافية ، واستبدلوا بالقصور المشيدة والنمارق الممهدة الصخور والاحجار المسندة والقبور اللاطئة الملحدة ، التي قد بنى للخراب فناؤها ، وشيد بالتراب بناؤها ، فمحلها مقترب وساكنها مغترب ، بين أهل محلة موحشين ، وأهل فراغ متشاغلين ، لا يستأنسون بالاوطان ولا يتواصلون تواصل الجيران ، على ما بينهم من قرب الجوار ، ودنو الدار وكيف يكون بينهم تزاور ، وقد طحنهم بكلكله البلى [٤] وأكلتهم الجنادل والثرى.

وكأن قد صرتم إلى ما صاروا إليه ، وارتهنكم ذلك المضجع ، وضمكم ذلك المستودع ، فكيف بكم لو تناهت بكم الامور ، وبعثرت القبور «هناك تبلوا كل نفس ما أسفلت وردوا إلى الله موليهم الحق وضل عنهم ما كانوا يفترون» [٥].


[١]عدة الداعى : ٨٠.
[٢]النزال كتجار جمع نازل ، والحمام بالكسر : الموت.
[٣]لما كانت الرياح الهابة ذات قوة وشوكة وقدرة هدامة ، كنى بها عن ذلك يقال الريح لال فلان : اي تجرى الدولة لهم على أعدائهم ، ومنه قوله تعالى : «ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم» وركود الرياح كناية عن عدم القدرة والشوكة ».
[٤]الكلكل في الاصل صدر البعير وهو اذا ظفر بعدوه برك بكلكله عليه وداسه وطحنه بحيث لا يبقى عليه ، وكذلك البلى اذا ناء بكلكله على الاموات وطحنهم عفا على لحومهم وعظامهم بحيث لا يبقى منها الا التراب.
[٥]نهج البلاغة الرقم ٢٢٤ من الخطب والاية في يونس : ٣٠.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 82
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست