الخبرة وإعجابك بالشئ ، والضلال ، والاثم ، والكفر ، والفضيحة ، والعذاب ، وإذابة الذهب والفضة ، والاضلال ، والجنون ، والمحنة ، والمال والاولاد ، واختلاف الناس في الآراء واقول يناسب هنا أكثر المعاني ، «ولا تغبط أحدا» بأن تتمنى حاله «تكثر الذنوب» بصيغة المضارع من باب حسن أو مصدر باب التفعل «لواجب الحقوق» أي للتقصير في أداء الحقوق الواجبة غالبا «بطاعة الناس له» اي في الباطل.

٣٨ ـ كا : عن علي ، عن أبيه ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن غياث بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله 7 قال : إن في كتاب علي صلوات الله عليه : إنما مثل الدنيا كمثل الحية ما ألين مسها وفي جوفها السم الناقع ، يحذرها الرجل العاقل ويهوى إليها الصبي الجاهل [١].

بيان : قال في النهاية : السم الناقع أي القاتل وقد نقعت فلانا إذا قتلته ، وقيل الناقع الثابت المجتمع من نقع الماء انتهى ، وما أحسن هذا التشبيه وأتمه وأكمله.

٣٩ ـ كا : عن علي ، عن ابن عيسى ، عن يونس ، عن أبي جميلة قال : قال أبوعبدالله 7 : كتب أمير المؤمنين 7 إلى بعض اصحابه يعظه : أوصيك ونفسي بتقوى من لا تحل معصيته ولا يرجى غيره ولا الغنى إلا به ، فان من اتقى الله عزو قوي وشبع وروي ورفع عقله؟ أهل الدنيا فبدنه مع أهل الدنيا وقلبه وعقله معاين الآخرة فأطفأ بضوء قلبه ما؟ عيناه من حب الدنيا فقذر حرامها ، وجانب شبهاتها ، وأضر والله بالحلال الصافي إلا ما لا بد منه من كسرة يشد بها صلبه ، وثوب يواري به عورته من أغلظ ما يجد وأخشنه ، ولم يكن له في ما لا بد منه ثقة ولا رجاء فوقعت ثقته ورجاؤه على خالق الاشياء فجدواجتهد وأتعب بدنه حتى بدت الاضلاع ، وغارت العينان ، فأبدل الله له من ذلك قوة في بدنه ، وشدة في عقله ، وما ذخر له في الآخرة أكثر.

فارفض الدنيا فان حب الدنيا يعمى ويصم ويبكم ويذل الرقاب ، فتدارك ما بقي من عمرك ، ولا تقل غدا وبعد غد ، فانما هلك من كان قبلك باقامتهم على الاماني