responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 62

سيد الساجدين : عمرني ما كان عمري بذلة في طاعتك فاذا كان عمري مرتعا للشيطان فاقبضني إليك. ولو لم يكن الكون في الدنيا صلاحا للعباد ، لتحصيل الذخاير للمعاد ، لما أسكن الله الارواح المقدسة في تلك الابدان الكثيفة ، وسيأتي خطبة أمير المؤمنين 7 في ذلك ، وسنتكلم عليها إنشاء الله تعالى.

الثاني : الدينار والدرهم وأموال الدنيا وأمتعتها ، وهذه ايضا ليست مذمومة بأسرها بل المذموم منها ما كان من حرام أو شبهة أو وسيلة إليها وما يلهي عن ذكر الله ويمنع عبادة الله ، أو يحبها حبا لا يبذلها في الحقوق الواجبة والمستحبة ، وفي سبل طاعة الله كما مدح الله تعالى جماعة حيث قال «رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة» [١].

وبالجملة المذموم من ذلك الحرص عليها وحبها ، وشغل القلبق بها ، والبخل بها في طاعة الله وجعلها وسيلة لما يبعد عن الله ، وأما تحصيلها لصرفها في مرضاة الله وتحصيل الآخرة بها فهي من افضل العبادات وموجبة لتحصيل السعادات.

وقد روي في الصحيح عن ابن ابي يعفور قال : قلت لابي عبدالله 7 : إنا لنحب الدنيا فقال لي : تصنع بها ماذا؟ قلت : أتزوج منها وأحج وأنفق على عيالي ، وأنيل إخواني واتصدق ، قال لي : ليس هذا من الدنيا ، هذا من الآخرة.

وقد روي نعم المال الصالح للعبد الصالح ونعم العون الدنيا على الآخرة وسيأتي بعض الاخبار في ذلك في أبواب المكاسب إنشاء الله تعالى.

الثالث : التمتع بملاذ الدنيا من المأكولات والمشروبات والملبوسات والمنكوحات والمركوبات والمساكن الواسعة وأشباه ذلك ، وقد وردت أخبار كثيرة في استحباب التلذذ بكثير من ذلك ، ما لم يكن مشتملا على حرام أو شبهة أو إسراف وتبذير وفي ذم تركها والرهبانية ، وقد قال تعالى «قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق» [٢].


[١]النور : ٣٧.
[٢]الاعراف : ٣٢.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 62
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست