responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 38

أعانوك على فعله ، وإن كنت ناسيا له ذكروك ، وأرشدونك إليه ، ثم يعينونك مع الحاجة إلى الاعانة.

«قوالون بأمر الله» أي بما أمر الله به أو بكل أمر يرضى الله به موعظة وإرشادا وتذكيرا وأمرا بالمعروف ونهيا عن المنكر «قوامون على أمر الله» بحفظ دين الله وشرايعه واصول الدين وفروعه ، وبمنع أهل الباطل وأرباب البدع من التغيير والتحريف في دين الله.

«قطعوا محبتهم» أي عن كل شئ أو عمالا يرضى الله «بمحبة ربهم» اي بسببها أو جعلوا محبتهم تابعين لمحبة الله ، ولا يحبون شيئا إلا لحب الله له كقوله تعالى «وما تشاؤن إلا أن يشاء الله» [١].

«وحشوا الدنيا» الوحشة ضد الانس اي لم يستأنسوا بالدنيا «لطاعة مليكهم» أي مالكهم وسيدهم ، أو ذي الملك والسلطنة عليهم إما لامره بالزهد في الدنيا أو لان طاعة الله مطلقا والاخلاص فيها لا تجتمع مع حب الدنيا «نظروا إلى الله وإلى محبته بقلوبهم» الظرف في قوله «بقلوبهم» متعلق بنظروا أي لم ينظروا بعين قلوبهم إلا إلى الله اي رضاه أو معرفته ومراقبته وذكره ، وعدم الالتفات إلى غيره وإلى محبته أي تحصيل حبهم لله أو حب الله لهم أو الاعم كما قال تعالى «يحبهم ويحبونه» [٢] أو ما يحبه الله من الاخلاق والاعمال والاقوال.

«وعلموا أن ذلك» اي المذكور وهو الله ومحبته والاشارة للتعظيم «هو المنظور إليه» اي هو الذي ينبغي أن ينظر إليه لا غيره لعظمة شأنه وحقارة ما سواه بالنسبة إليه «فأنزل الدنيا» اي اجعلها عند نفسك «كمنزل نزلته ثم ارتحلت عنه» بل هذه الدنيا بالنسبة إلى الآخرة اقصر بالمراتب الغير المتناهية عن نسبة مدة نزول المنزل بالنسبة إلى مدة عمر الدنيا لان الاولى نسبة المتناهى إلى غير المتناهي ، والثانية نسبة المتناهي إلى المتناهي ، والغرض العمدة من التشبيه أنها لم تخلق للتوطن ، بل للعبور


[١]الانسان : ٣٠ ، التكوير : ٢٩.
[٢]المائدة : ٥٤.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 38
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست