responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 271

الحال ، وقبل سكون الامر [١].

وقال البيضاوي في قوله تعالى : «ويأتوكم من فورهم هذا» [٢] أي من ساعتهم هذه ، وهو في الاصل مصدر فارت القدر إذا غلت ، فاستعير للسرعة ثم أطلق للحال التي لا ريث فيها ولا تراخي ، والمعنى أن يأتوكم في الحال [٣] وقال في المصباح : فار الماء يفور فورا نبع وجرى ، وفارت القدر فورا وفورانا ، وقولهم الشفعة على الفور من هذا اي على الوقت الحاضر الذي لا تأخير فيه ، ثم استعمل في الحالة التي لا بطئ فيها ، يقال : جاء فلان في حاجته ، ثم رجع من فوره اي من حركته التي وصل فيها ، ولم يسكن بعدها ، وحقيقته أن يصل ما بعد المجئ بما قبله من غير لبث انتهى.

وضمير «فوره» للرجل وقيل : للغضب : والاول أنسب بالآية ، و «ذلك» صفة فوره «فانه سيذهب» كيمنع والرجز فاعله أو علي بناء الافعال ، والضمير المستتر فاعله ، وراجع إى مصدر «فليجلس» و «الرجز» مفعوله ، وفي النهاية الرجز بكسر الراء العذاب والاثم والذنب ورجز الشيطان وساوسه انتهى.

وذهاب ذلك بالجلوس مجرب كما أن من جلس عند حملة الكلب وجده ساكنا لا يحوم حوله ، وفيه سر لا يعلمه إلا الله والراسخون في العلم ، وربما يقال : السر فيه هو الاشعار بأنه من التراب ، وعبد ذليل لا يليق به الغضب ، أو التوسل بسكون الارض وثبوتها.

واقول : كأنه لقلة دواعيه إلى المشي للقتل والضرب وأشباههما ، أو للانتقال من حال إلى حال أخرى ، والاشتغال بأمر آخر فانهما مما يذهل عن الغضب في الجملة ، ولذا ألحق بعض العلماء الاضطجاع والقيام إذا كان جالسا ، والوضوء بالماء البارد وشربه بالجلوس في ذهاب الرجز.


[١]مفردات غريب القرآن ٣٨٧.
[٢]آل عمران : ١٢٥.
[٣]أنوار التنزيل : ٨١.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 73  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست