١ ـ كا : عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم عن إسحاق بن عمار ، عن أبي النعمان قال : قال أبوجعفر 7 : يا با النعمان لا تكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفية ، ولا تطلبن أن تكون رأسا فتكون ذنبا ، ولا تستأكل الناس بنا فتفتقر ، فانك موقوف لامحالة ومسؤل ، فان صدقت صدقناك وإن كذبت كذبناك [٥].
بيان : «كذبة» أي كذبة واحدة فكيف الاكثر ، والكذب الاخبار عن الشئ بخلاف ما هو عليه ، سواء طابق الاعتقاد أم لا ، على المشهور ، وقيل : الصدق مطابقة الاعتقاد ، والكذب خلافه وقيل الصدق مطابقة الواقع والاعتقاد معا والكذب خلافه ، والكلام فيه يطول ، ولا ريب في أن الكذب من أعظم المعاصي وأعظم أفراده وأشنعها الكذب على الله وعلى رسوله وعلى الائمة :.
«فتسلب الحنيفية» الحنيفية مفعول ثان لتسلب أي الملة المحمدية المائلة عن الضلالة إلى الاستقامة ، أو من الشدة إلى السهولة ، أي خرج عن كمال الملة والدين ولم يعمل بشرايطها لا أنه يخرج من الملة حقيقة ، وقد مر نظائره ، أو هو محمول على ما إذا تعمد ذلك ، لاحداث بدعة في الدين ، او للطعن على الائمة الهادين.