نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 72 صفحه : 184
على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟ فقال أبي : إن الله جل ذكره أنزل على نبيه كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة في قوله : «ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ» [١] «وهدى وموعظة للمتقين» وفي قوله : «كل شئ أحصيناه في إمام مبين» [٢] وفي قوله : «وما فرطنا في الكتاب من شئ» [٣] وفي قوله : «وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين» [٤] وأوحى الله إلى نبيه 7 أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شئ إلا يناجي به عليا ، فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ، ويتولى غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه ، وقال لاصحابه : حرام على أصحابي وأهلي أن ينظروا إلى عورتي غير أخي علي فانه مني وأنا منه ، له مالي وعليه ما علي ، وهو قاضي ديني ومنجز موعدي.
ثم قال 9 لاصحابه : علي بن أبي طالب يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، ولم يكن عند أحد تاويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي 7 ولذلك قال رسول الله 9 لاصحابه : أقضاكم علي. أي هو قاضيكم وقال عمر بن الخطاب : لولا علي لهلك عمر ، يشهد له عمر ويجحده غيره.
فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال : سل حاجتك ، فقال : خلفت أهلي وعيالي مستوحشين لخروجي ، فقال : قد آمن الله وحشتهم برجوعك إليهم ، ولا تقم أكثر من يومك ، فاعتنقه أبي ودعا له وودعه ، وفعلت أنا كفعل أبي ، ثم نهض ونهضت معه ، وخرجنا إلى بابه ، وإذا ميدان ببابه ، وفي آخر الميدان اناس قعود عدد كثير.
[١]النحل : ٨٩ ، وذيلها : «وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين» وفي سورة آل عمران : «هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين» ولعله سقط ذيل الاولى و صدر الثانية.
[٢]يس : ١٢.
[٣] الانعام : ٣٨.
[٤]النمل : ٧٥.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 72 صفحه : 184