نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 71 صفحه : 80
وقولنا « وإنا إليه راجعون » إقرار على أنفسنا بالهلك ، وإنما كانت هذه اللفظة تعزية عن المصيبة ، لما فيها من الدلالة على أن الله تعالى يجبرها إن كانت عدلا وينصف من فاعلها إن كانت ظلما ، وتقديره إنا لله تسليما لامره ، ورضا بتدبيره وإنا إليه راجعون ، ثقة بأنا نصير إلى عدله وانفراده بالحكم في اموره « صلوات من ربهم » ثناء جميل من ربهم وتزكية ، وهوبمعنى الدعاء لان الثناء يستحق دائما ، ففيه معنى اللزوم كما أن الدعاء يدعى به مرة بعد مرة ، ففيه ، معنى اللزوم وقيل : بركات من ربهم ، عن ابن عباس وقيل : مغفرة من ربهم « ورحمة » أي نعمة أي عاجلا وآجلا ، فالرحمة النعمة على المحتاج ، وكل أحد يحتاج إلى نعمة الله في دنياه وعقباه « واولئك هم المهتدون » أي المصيبون طريق الحق في الاسترجاع وقيل : إلى الجنة والثواب [١] انتهى قوله « هذا لمن أخذ الله منه شيئا قسرا » أي فكيف من أنفق بطيب نفسه.
١٦ ـ كا : عن أبي علي الاشعري ، عن معلي بن محمد ، عن الوشاء ، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله 7 قال : إنا صبر وشيعتنا أصبر منا ، قلت : جعلت فداك كيف صار شيعتكم أصبر منكم؟ قال : لانا نصبر على مانعلم ، وشيعتنا يصبرون على مالايعلمون [٢].
تبيين : الصبر بضم الصاد وتشديد الباء المفتوحة جمع الصابر « أصبر منا » أي الصبر عليهم أشق وأشد « لانا نصبر على مانعلم » أقول يحتمل وجوها :
الاول وهوالاظهر أن المعنى إنا نصبر على مانعلم نزوله قيل وقوعه وهذا مما يهين المصيبة ويسهلها ، وشيعتنا تنزل عليهم المصائب فجاءة مع عدم علمهم بها قبل وقوعها ، فهي عليهم أشد ويؤيده مامر في مجلد الامامة أن قوله تعالى : « ما أصاب من مصيبة في الارض ولافى أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على مافاتكم ولاتفرحوا بما