responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 71  صفحه : 198

كما لاثواب لطاعة مع الكفر ، وذهب الاخرون إلى ثبوت الثواب والعقاب في حقه.

أما المعتزلة فبعنوان الاستحقاق المعلوم عقلا باعتبار الحسن والقبح العقليين وشرعا باعتبار الايات الدالة عليه من الوعد والوعيد.

وأما الاشاعرة فبعنوان الانتفاء [١] يقولون : إنه لايجب على الله شئ ، فلا يستحق المكلف ثوابا منه تعالى فان أثابه فبفضله ، وإن عاقبه فبعدله ، بل له إثابة العاصي وعقاب المطيع أيضا.

وبالجملة قول : المعتزلة في المؤمن الخارج من الدنيا بغير توبة عن كبيرة ارتكبها أنه استحق الخلود في النار ، لكن يكون عقابه أخف من عقاب الكفار أما مطلق الاستحقاق فلما عرفت ، وأما خصوص الخلود فللعمومات المتأولة عند غيرهم بتخصيصها بالكفار أو بحمل الخلود على المكث الطويل كقوله تعالى : « ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدا فيها » [٢] وقوله : « ومن يتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها » [٣] فلهذا حكموا بأن كبيرة واحدة تحبط جميع الطاعات فان الخلود الموعود مستلزم لذلك ، هذا قول جمهورهم في أصل الاحباط.

ثم إن الجبائيين أباعلى وابنه أباهاشم منهم على مانقل عنهما الامدي ذهبا إلى اشتراط الكثرة في المحبط ، بمعنى أن من زادت معاصيه على طاعته أحبطت معاصيه طاعاته ، وبالعكس ، لكنهما اختلفا فقال أبوعلى : ينحبط الناقص برمته من غير أن ينتقص من الزائد شئ وقال أبوهاشم : بل ينتقص من الزايد أيضا بقدره يبقي الباقي.

إذا عرفت هذا فاعلم أن ماذكره أكثر أصحابنا من نفي الاحباط والتكفير مع ورود الايات الكثيرة ، والاخبار المستفيضة ، بل المتواترة بالمعنى في كل منهما ، مما يقضي منه العجب مع أنه ليس لهم على ذلك إلا شبه ضعيفة مذكورة


[١]في مرآت العقول ج ٢ ص ٩٧ « الانفاق ».
[٢]الجن : ٢٣.
[٣]النساء : ١٤.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 71  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست