responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 71  صفحه : 127

النفس ، لا الغنا بالمال ، مع أنه سبحانه يغنيه عن التوسل إليهم على كل حال.

ثم إن التوكل ليس معناه ترك السعي في الامور الضرورية ، وعدم الحذر عن الامور المحذورة بالكلية ، بل لابد من التوسل بالوسايل والاسباب على ما ورد في الشريعة من غير حرص ومبالغة فيه ومع ذلك لايعتمد على سعيه ومايحصله من الاسباب بل يعتمد على مسبب الاسباب.

قال المحقق الطوسي 1 في أوصاف الاشراف : المراد بالتوكل أن يكل العبد جميع مايصدر عنه ويرد عليه إلى الله تعالى ، لعلمه بأنه أقوى وأقدر ويضع ماقدر عليه على وجه أحسن وأكمل ثم يرضى بمافعل ، وهومع ذلك يسعى ويجتهد فيما وكله إليه ، ويعد نفسه وعمله وقدرته وإرادته من الاسباب والشروط المخصصة ، لتعلق قدرته تعالى ، وإرادته بما صنعه بالنسبة إليه ، ومن ذلك يظهر معنى لاجبر ولاتفويض بل أمر بين أمرين.

٤ ـ كا : عن محمدبن يحيى ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله 7 قال : أيما عبد أقبل قبل مايحب الله عزوجل أقبل الله قبل مايحب ، ومن اعتصم بالله عصمه الله ، ومن أقبل الله قبله وعصمه لم يبال لو سقطت السماء على الارض ، أو كانت نازلة نزلت على أهل الارض فشملتهم بلية كان في حزب الله بالتقوى من كل بلية ، أليس الله عزوجل يقول : « إن المتقين في مقام أمين » [١].

بيان : في القاموس وإذا أقبل قبلك بالضم أقصد قصدك ، وقبالته بالضم تجاهه ، والقبل محركة المحجة الواضحة ، ولي قبله بكسر القاف أي عنده انتهى ، والمراد إقبال العبد نحوما يحبه الله ، وكون ذلك مقصوده دائما وإقبال الله نحو مايحبه العبد توجيه أسباب مايحبه العبد من مطلوبات الدنيا والاخرة ، والاعتصام بالله الاعتماد والتوكل عليه.

ومن أقبل الله الخ هذه الجمل تحتمل وجهين : الاول أن يكون لم يبال


[١]الكافى ج ٢ ص ٦٥.
نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي    جلد : 71  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست