نام کتاب : بحار الأنوار - ط مؤسسةالوفاء نویسنده : العلامة المجلسي جلد : 70 صفحه : 369
الحسنة الصادقة في الجهاد في سبيل الله وإظهار الحق والنهي عن المنكر.
أومن البؤس والفقر كما قيل : اريد بصدق البأس موافقة خشوع ظاهره و إخباته ، لخشوع باطنه وإخباته ، لايرى التخشع في الظاهر أكثر مما في باطنه انتهى ، وهو بعيد عن اللفظ إذ الظاهر حينئذ البؤس بالضم وهو خلاف المضبوط من الرسم ، قال في القاموس : البأس العذاب والشدة في الحرب بؤس ككرم بأسا فهو بئيس شجاع وبئس كسمع بؤسا اشتدت حاجته ، والتباؤس التفاقر ، و أن يرى تخشع الفقراء إخباتا وتضرعا أنتهى ، وكأنه أخذه من المعنى الآخير ولايخفى مافيه.
وقال بعضهم : « صدق البأس » أي الخوف أو الخضوع أو الشدة والفقر و منه البائس الفقير أو القوة : وصدق الخوف من المعصية بأن يتركها ، ومن التقصير في العمل بأن يسعى في كماله ، ومن عدم الوصول إلى درجة الابرار بأن يسعى في اكتساب الخيرات ، وصدق الخضوع بأن يخضع لله لا لغيره ، وصدق الفقر بأن يترك عن نفسه هواها ومتمنياتها ، وصدق القوة بأن يصرفها في الطاعات انتهى وفي أكثرها تكلف مستغنى عنه.
« وأداء الامانة » الامانة ضد الخيانة ومايؤتمن عليه وكأنها تعم المال والعرض والسر وغيرها من حقوق الله وحقوق النبي والائمة : وسائر الخلق كما قال تعالى : « إن الله يأمركم أن تؤدوا الامانات إلى أهلها » [١] وقد فسرت الامانة في هذه الآية وغيرها بالودايع والتكاليف والامامة والخلافة في أخبار كثيرة مر بعضها ، وفي النهاية قد تكرر في الحديث ذكر صلة الرحم وهي كناية عن الاحسان إلى الاقربين من ذوي النسب والاصهار والتعطف عليهم والرفق بهم ، والرعاية لاحوالهم وكذلك إن بعدوا وأساؤا ، وقطع الرحم ضد ذلك كله ، يقال : وصل رحمه يصلها وصلا وصله ، والهاء فيها عوض من الواو المحذوفة ، فكأنه بالاحسان إليهم وصل مابينه وبينهم من علاقة القرابة والصهر انتهى وشمولها للاصهار لايخلو